الثامن والعشرون من مايو
روما، الأربعاء 28 مايو 2008 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن والعشرين من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
كيف يعمل الروح القدس؟ قبل كل شيء، عبر هبة الذاكرة، ذاكرة يرتبط فيه الجزئي بالكل، والكل بدوره يمنح الجزئي، الذي حتى الآن لم يكن مفهومًا، معناه الأصيل. خاصية أخرى للروح القدس هي الإصغاء: فهو لا يتكلم باسمه هو، بل يصغي، ويعلم كيفية الإصغاء. بمعنى آخر، هو لا يضيف شيئًا، بل يعمل كمرشد يقود إلى قلب “الكلمة”، الذي يضحي نورًا عبر الإصغاء. الروح لا يلجأ إلى العنف؛ أسلوبه هو بكل بساطة أن يسمح لما يقف أمامي كآخرٍ من أن يعبّر عن ذاته وأن يلج في داخلي. وهذا الأمر يرتبط بعنصر آخر: الروح القدس يخلق فسحة الإصغاء والتذكر، يخلق الـ “نحن”، أي الكنيسة، التي تصفها الكتابات اليوحنوية بمرتع المعرفة. يضحي الفهم ممكنًا فقط في هذا الـ “نحن” الذي يتكون في أصله بفضل الاشتراك. بالواقع، يرتكز الفهم على الاشتراك. وقد أوضح بولتمان هذه الفكرة بشكل باهر عندما قال متحدثًا عن مفهوم يوحنا لشهادة الروح القدس: “إنها ‘تكرار‘، ‘تذكار‘ على ضوء حاضر العلاقة معه”.