مديرة البرامج في تيلي لوميار و نورسات الإعلامية ماري تريز كريدي في لجنة التحكيم في مهرجان كان 2008
بيروت، لبنان، الأربعاء 28 مايو 2008 (Zenit.org). – من 14 إلى 25 مايو 2008 فرشت مدينة كان على ضفاف البحر الأبيض المتوسط بساطها الأحمر لاستقبال نجوم ومشاهير السينما العالمية من مخرجين وممثلين وكتاب السيناريو.
22 فيلم من أصل 1800 ، تم إختيارها للتنافس على “السعفة الذهبية” خيرة جوائز موعد كان، فيما شارك 19 آخرون في تظاهرة “نظرة خاصة”. و كانت الأفلام المتبارية لنيل السعفة الذهبية تحمل قصصاً و مشاهداً منقولة من عالمنا اليومي و تحديات الحياة في كل مكان، فعدد من الأفلام ألقى الضوء على العائلة و التحديات التي تواجهها في عالم الغرب كما في الشرق، كما لم تغفل الأفلام عن نقل واقع الحروب في جميع أشكالها، من الحروب في لبنان ، و فلسطين، إلى حرب المافيا الإيطالية ، إلى ثورة ( شي غيفارا ) في أميركا اللاتينية و غيرها.
بينما احتشد الصحافيون و محبو السينما من مخرجين و أخصائيين و محترفين وهواة ، في أعداد هائلة قبل ساعات من العرض ، سعياً للحصول على مقاعد تنقلهم إلى أبعاد عالم آخر، مستوحى بمعظمه من حياتهم اليومية ، كانت لجان التحكيم في المهرجان تعمل على إختيار الافضل و الأنسب، كل بحسب مقاييسها و قيمها و أولوياتها. وقد ترأس لجنة التحكيم الرسمية للمهرجان المخرج والممثل الأمريكي ” شون بين”.
خلال ثلاثين عام كان للكنيسة وجود خاص في مهرجان ( كان ) السينمائي ، عبر لجنة تحكيم مسكونية تضم ممثلين عن ست بلدان و منظمات عالمية، من صحافيين و مخرجين و محترفين في عالم السينما و الإعلام تختارهم المنظمة الكاثوليكية العالمية للإعلام و السينما ” سيغنيس ” و المنظمة البروتستانتية العالمية للسينما ” إنترفيلم” ، و هي تحلل الأفلام في العمق و تبحث عن معناها و أثرها في ضمير الإنسان ، في الحب و الحياة و في جميع الأبعاد الروحية للكائن البشري .
و من لبنان هذا العام تم تعيين مديرة البرامج في تيلي لوميار و نورسات الإعلامية ماري تريز كريدي في لجنة التحكيم في مهرجان كان 2008، و هي صحافية تعمل في حقل الإعلام الديني و الإجتماعي كما أنها عضو عالمي في المنظمة العالمية المسيحية للسينما و التلفزيون ” سيغنيس” و ” إنترسيغ”
في قلب مهرجان ” كان” منذ العام 1974، بالتوازي مع لجنة الحكم الرسمية و في مسابقة الأفلام الرسمية، هذه اللجنة تمثل طريقة مختلفة لرؤية السينما و فرصة للتقرب من عالم السينما و المهرجانات بطريقة أكثر عمقاً و إنسانية. و يمنح أعضاؤها سنوياً جائزة إلى فيلم في المسابقة الرسمية وفق مقوماته الفنية و القيم الإنسانية و الروحية التي يظهرها، و هي قيم أخلاقية و إنسانية عالمية.
و قد شدد عمدة ( كان ) السيد ( برنار بروشان ) في لقائه مع اللجنة ، على أهمية و ضرورة وجود هذه النظرة الخاصة إلى السينما، حيث تقوم اللجنة بإختيار أفضل الأفلام التي تدافع عن القيم الإنسانية في عصر ضاعت فيه القيم و المعاني السامية.
تابعت الصحافة في ( كان ) عمل اللجنة بإهتمام ، فبالإضافة إلى مشاهدة الأفلام شاركت اللجنة في لقاءات عديدة مع ممثلين عن مختلف الجماعات الدينية و الإجتماعية ، و يوم السبت 17 أيار تم تقديم اللجنة إلى الجمهور حيث صعد أعضاءها الأدراج الحمراء الشهيرة في ( كان ) ، التي تقود إلى قاعة الشرف ، مع فريق فيلم ( فيكي كريستينا بارسيلونا ) للمخرج ( وودي آلان ).
جائزة اللجنة
لا شك ان مهمة اللجنة كانت صعبة بعد مشاهدة 22 فيلم من المسابقة الرسمية التي تضمنت تشكيلة مميزة من الأفلام المنوعة و الغنية التي حملت الكثير من المعاني الإنسانية العميقة و أكدت من جديد دور السينما في عالمنا اليوم في كونها فناً يحمل رسالة سامية يمكنه أن يساهم في بناء المجتمعات و إلقاء الضوء على المهمشين.
بعد إجتماعات مطولة و لقاءات يومية حملت نقاشاً و تبادل أفكار ، تم إختيار فيلم ( عبادة ) ( أدورايشون ) للمخرج الكندي الأرمني الأصل ( أتوم أغويان ) لنيل جائزة لجنة التحكيم المسكونية. ( سيمون ) مراهق، من والد عربي و أم أجنبية، يبحث عن هويته بعد أن فقد والديه في حادث مأساوي. تنتشر قصته عبر الإنترنت و تصبح موضع نقاش مع الأصدقاء و الغرباء . إنها قصة تحمل رموزاً و أبعاداً إنسانية و إجتماعية و دينية عميقة ، تلقي الضوء على صراع الحضارات في الغرب و الأفكار المسبقة التي تدين الآخر قبل معرفته.
للمخرج ( أتوم أغويان ) تاريخ في صناعة الأفلام الهادفة العميقة ، منها ( أرارات ) مع الفنان الكبير ( شارل ازنافور ) من إنتاج 2002، و هو الفيلم الذي نقل للعالم قصة المجازر الأرمنية ، كما أن ( أغويان ) نال جائزة لجنة التحكيم المسكونية عن فيلم ( لي بو لاندومان ) ( الأيام الآتية الجميلة) ، عام 1997 في مهرجان ( كان) السينمائي.
أما السعفة الذهبية فبعد 22 عاماً عادت إلى فرنسا بعد أن كان فيلم ( سو لو سوليل دو ساتان ) ( تحت شمس الشيطان ) للمخرج ( موريس بيالا ) آخر فيلم فرنسي ينال السعفة الذهبية عام 1987.
و قد قدم الممثل الأميركي ( روبرت دينيرو ) السعفة الذهبية لفيلم ( أنتر لي مور ) او ( بين الجدران ) للمخرج ( لوران كانتي ) و هو مقتبس عن رواية لبطل الفيلم ( فراسوا بيغودو ) الذي كان أستاذاً في مدرسة و وضع في كتاب قصته مع تلامذته ، و ينقل الفيلم واقع صف فيه 20 طالباً من خلفيات إجتماعية و دينية و عرقية مختلفة إجتمعوا في مدرسة في أحد أحياء باريس.< /p>
لمزيد من المعلومات يرجى الإتصال :
ماري تريز كريدي
تيلي لوميار- نورسات
01 255 500
03 543 214