التاسع والعشرون من مايو
روما، الخميس 29 مايو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع والعشرين من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
نعمة المعمودية
تولد المعمودية شركة اسم مع الآب والابن والروح القدس. وهي بهذا المعنى مشابهة للزواج الذي يؤسس شركة اسم بين شخصين، أي، تعبيرًا عن أنهما منذ الآن فصاعدًا يشكلان وحدة جديدة بفضلها يتخليان عن نوعية وجودهما السابق ولا يمكن ملاقاتهما منفصلين بعدها، بل متحدين دومًا. تولد المعمودية شركة اسم بين الشخص البشري والآب والابن والروح القدس… أن يتعمد المرء يعني أن يدخل في شركة اسم مع ذاك الذي هو “الاسم”، وبالتالي هو أن يصير المعمد، بشكل أحق من إبراهيم وإسحق ويعقوب، صفة من صفات الله! يتضح، من هذا المنطلق، أن المعمودية هي استهلال للقيامة، وولوج في اسم الله، وبالعمل عينه، ولوج في حيوية الله التي لا تزول. تتعمق هذه الفكرة عندما نبحث بشكل أعمق عن ماهية “اسم” الله. اسم الله هنا هو الآب والابن والروح القدس. هذا يعني، بادئ ذي بدء، أن الله بالذات هو كائن عبر العلاقة بين الآب والابن في وحدة الروح القدس. ويعني أيضًا أن مصيرنا هو أن نكون أبناء، أن ندخل في علاقة “الابن” مع الله وأن ندخل في وحدة الروح القدس مع الآب. أن ننال العماد يعني أن نكون مدعوين إلى الشركة في علاقة يسوع مع الله.