بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الخميس 15 مايو 2008 (Zenit.org). – تحدث البابا بندكتس السادس عشر عن "الآنية الجديدة" التي يتمتع بها ديونيسيوس الأريوباجي المنحول اليوم إذ "يظهر كالوسيط العظيم للحوار الحديث بين المسيحية واللاهوت الصوفي في آسيا، ذو الخاصية المعروفة المتمثلة بالقناعة بأنه لا يمكن الكلام عن ماهية الله".
وأشار البابا أن فكر هذا اللاهوتي من القرن السادس يصرح بأن "الكلام عن الله ممكن فقط بشكل سلبي" وأنه "يمكن الكلام عن الله فقط عبر الـ "لاليس"، ويمكن الوصول إليه فقط عبر الدخول في خبرة الـ "لاليس"".
وأوضج أننا نرى هنا تقاربًا بين فكر الأريوباجي والأديان الآسيوية، ولذا يمكن لهذا اللاهوتي المسيحي القديم أن يكون اليوم وسيطًا كما كان بين الفكر اليوناني والإنجيل.
أسس الحوار
وأشار البابا أن الطريقة التي تعمق من خلالها الأريوباجي في دراسة الفكر اليوناني وتطهيره على ضوء الإيمان المسيحي، تبين كيف أن الحوار هو أمر جدي ومتطلب وأنه "لا يقبل السطحية".
ولفت إلى أن المسيحي يقوم بحوار صحيحي عندما "يلج في عمق اللقاء مع المسيح" حيث "ينفتح المجال الواسع للحوار".
وتابع: "عندما يلتقي المرء بالحقيقة، يعي بأن هناك نور للجميع؛ فتزول المجادلات ويضحي ممكنًا التفاهم، أو أقله الكلام أحدنا مع الآخر، والتقارب".
"مسيرة الحوار – أضاف بندكتس السادس عشر - هي أن نكون قريبين في المسيح من الله في عمق اللقاء معه تعالى، في خبرة الحقيقة التي تفتحنا على النور، والتي تساعدنا على الذهاب لملاقاة الآخرين: نور الحق، نور الحب".
كما وأوضح أن الحوار لا ينفصل عن الممارسة والعيش المتواضع واليومي للحقيقة لأن ديونيسويس يقول لنا في المطاف: "سيروا في درب الخبرة، خبرة الإيمان المتواضعة، كل يوم. عندها يضحي القلب كبيرًا ويستطيع أن يرى، وينير العقل أيضًا لكي يرى جمال الله".