روما، الجمعة 12 ديسمبر 2008 (Zenit.org). – تمنى رئيس أساقفة كركوك (العراق) للكلدان، المونسنيور لويس ساكو أن يبذل العراقيون “كل ما في وسعهم” لكيما يتمكن المسيحيون “من العيش بسلام وطمأنينة”، داعياً المسيحيين الذين غادروا البلاد إلى العودة بمناسبة حلول عيد الميلاد.
في مقابلة أجرته معه “الأوسيرفاتوري رومانو”، أعرب الأسقف عن سروره باستعداد الاتحاد الأوروبي وبلدان أخرى لاستقبال اللاجئين العراقيين المتحدرين من أقليات إثنية، مكرراً التأكيد على أن أكثر ما يهمه هو “بقاء المسيحيين في العراق”.
وأقر رئيس أساقفة كركوك بأن هذا الاستعداد الذي أبداه الاتحاد الأوروبي سمح لآلاف الأشخاص “بتلقي الرعاية الطبية والمساعدة من البلدان الأوروبية”، إلا أنه عبر عن خشيته من أن “ينعدم أو يتضاءل هذا الوجود الألفي أي الوجود المسيحي في بلاده”.
واعتبر “أن العراق عبارة عن فسيفساء من الثقافات والديانات والإثنيات المختلفة. لذا يجب على هذه الشعوب المتنوعة الاستمرار في العيش مع بعضها البعض” مؤكداً على أن المغفرة والتعايش والقبول هي “النقاط الأساسية” في تاريخ البلاد.
كما أضاف أن العراق سيتمكن مع التزام أمم أخرى من تخطي هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها معتبراً أن الزيارات والمؤتمرات والقمم كلها تخدم القضية العراقية وأن الكنيسة أيضاً يمكنها تأدية دور حاسم في مساعدة البلاد على استعادة توازنها.
وفي الحديث عن الجوانب الجيدة والسيئة في انسحاب القوات الأميركية، لم يُخفِ المونسنيور ساكو خشيته من رؤية “العراق يتخبط في دوامة في حال انسحاب الولايات المتحدة الآن”. وأوضح بأن “البلاد ما تزال مشرذمة، الأمر الذي يفرض احتمال اندلاع حرب أهلية”.
واقترح بأنه يجب “التحاور وإعادة التفكير مدنياً بمصير البلاد” مشيراً إلى أن “العنف لا يحل المشكلة بل يعقدها أكثر”.
في هذا السياق، يكمن دور الكنيسة في السعي “إلى مساعدة الحكومة والبرلمان العراقيين على تحسين الوضع في البلاد، ومساعدة الشعوب على نسيان الماضي”.
عيد الميلاد في العراق
مع اقتراب عيد الميلاد، لا يخفي المونسنيور ساكو رغبة مدينته في عودة المسيحيين إليها بعد أن أُجبروا على الرحيل عنها.
واعتبر بأنه الوقت الأفضل للاجتماع معاً في انتظار ميلاد سيدنا يسوع، معلناً عن تنظيم يوم صلاة وتأمل في الأبرشية مع أعضاء الديانات الأخرى في منتصف شهر ديسمبر.
هذا وأوضح قائلاً: “نسأل يسوع أن يساعدنا في العيش معاً والتحاور وحماية كركوك والعراق من كافة أشكال العنف” مشدداً على أنه يجب على الكنيسة أن تحرك هذه القضية بهدف إعادة الاستقرار إلى العراق.
أخيراً، قال: “إن قوتنا الوحيدة تكمن في الحوار والسلام. من المؤكد أن الانقسامات في العراق ما تزال عميقة جداً، وأن خطر اندلاع حرب أهلية قد يكون جدياً في حال تم التخلي عن مساعدة البلاد إلا أننا كلنا إيمان وثقة بالرب وبضمائر الناس السليمة.
ترجمة وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)