التاسع عشر من ديسمبر
روما، الجمعة 19 ديسمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع عشر من شهر ديسمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الفرح الأصيل
أليس صحيحًا أن كل الفرح الذي يصدر بمعزل عن المسيح أو بدون إرادته سرعان ما يبرهن عن أنه غير كافٍ، ولا ينفك ينحط بالإنسان إلى عمق من الضياع لا يجد فيه في نهاية المطاف أي أثر من الفرح الذي يدوم؟ فقط مع المسيح ظهر الفرح الحقيقي وبات الأمر الأهم في حياتنا أن نتعلم أن نرى ونعرف المسيح، إله النعمة والنور ورجاء العالم. سيكون فرحنا أصيلاً فقط عندما لا يعود يرتكز على الأمور التي يمكن أن تنزع منا وأن تُدمّر؛ عندما يمد هذا الفرح جذوره في أعماق وجودنا فلا تستطيع أية قوة أرضية أن تنتزعه منا. يجب على كل خسارة خارجية أن ترجعنا إلى هذه الأعماق الداخلية وتهيئنا بشكل أفضل لحياتنا الحقة… الاحتفال بالمجيء يعني أن نحيي فينا حضور الله الخفي. تمر هذه المسيرة في سفرنا على درب الارتداد وتغيير توجه فكرنا عبر تحويل طرفنا من المرئيات إلى اللامرئيات. وإذ نعبر في هذا السبيل، نتعلم أن نرى أعجوبة النعمة؛ نتعلم أن ما من منهل نور أكثر إشعاعًا لنا نحن البشر وللعالم بأسره من النعمة التي ظهرت في المسيح. ليس العالم كدٌ وألم فوضوي، فكل البؤس الموجود في العالم تحمله أيدي الحب الرحيم؛ يتم شفاؤه عبر الغفران ونعمة الله الخلاصية.