البابا: "أيتها العائلات العزيزة، لا تسمحي للمحبة والانفتاح على الحياة والروابط الفريدة التي توحد البيوت أن تفقد معناها الحقيقي"

كلمة البابا قبيل صلاة التبشير الملائكي في 28 ديسمبر 2008

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخميس 1 يناير 2009 (ZENIT.org) – ننشر في ما يلي كلمة البابا قبيل التبشير الملائكي الذي تمت تلاوته بتاريخ 28 ديسمبر 2008.

* * *

إخوتي وأخواتي الأعزاء،

في هذا الأحد الذي يلي ميلاد الرب، نحتفل بفرح بعائلة الناصرة المقدسة. إنه الإطار الأكثر ملاءمة لأن الميلاد هو عيد العائلة بامتياز. وهذا ما تظهره الكثير من التقاليد والعادات الاجتماعية بخاصة تقليد الاجتماع ضمن العائلة للتمنيات وتبادل الهدايا. وكيف لنا ألا نلاحظ بأنه في هذه الظروف، يكبر القلق والألم اللذان تسببهما بعض الجراحات العائلية؟

لقد أراد يسوع أن يولد ويكبر في عائلة بشرية. كانت مريم العذراء أمه ويوسف أباه. فاهتما بتربيته وتعليمه بمحبة كبيرة. وتستحق عائلة يسوع فعلاً صفة “المقدسة” لأنها ممتلئة كلياً من الرغبة بالعمل بحسب مشيئة الله، المتجسدة في حضور يسوع الرائع.

إنها تعتبر من جهة أولى عائلة كجميع العائلات ونموذج محبة زوجية وتعاون وتضحية وإيمان بالعناية الإلهية، وعمل وتضامن، وجميع هذه القيم التي تحافظ عليها العائلة وتشجعها، مع الاستمرار أولاً في كونها نسيج كل مجتمع.

في الوقت عينه، تعتبر عائلة الناصرة فريدة ومختلفة عن غيرها بسبب دعوتها الفريدة المتصلة برسالة ابن الله، وبسبب طابعها الفريد إذ تظهر لجميع العائلات، وبخاصة للعائلات المسيحية، آفاق الله، أولوية مشيئته العذبة والموجبة، وآفاق السماوات التي نحن معدون لها.

نشكر الله على ذلك ونشكر العذراء مريم والقديس يوسف اللذين ساهما بالكثير من الإيمان والاستعداد في تدبير الرب الخلاصي.

لقد اجتمع آلاف الأشخاص اليوم في مدريد للتعبير عن جمال العائلة وقيمتها. أود الآن التوجه إليهم بالإسبانية.

أوجه الآن تحية قلبية إلى المشاركين المجتمعين في مدريد في هذا العيد المؤثر للصلاة من أجل العائلة والالتزام بالعمل في خدمتها بقوة ورجاء. إن العائلة هي بكل تأكيد نعمة من عند الله تسمح لنا أن ندرك بأنه محبة. إنه محبة مجانية تدعم أمانة غير محدودة حتى في المحن أو الوهن. هذه الصفات تتجسد بشكل بارز في العائلة المقدسة التي جاء يسوع فيها إلى العالم، وكبر وامتلأ حكمة فيها بفضل عناية مريم وحماية القديس يوسف الأمين له.

أيتها العائلات العزيزة، لا تسمحي للمحبة والانفتاح على الحياة والروابط الفريدة التي توحد البيوت أن تفقد معناها الحقيقي. تضرعي دائماً إلى الرب على هذه النية وصلي من أجل أن تستنير هذه النوايا بالإيمان وتتقوى بالنعمة الإلهية على درب القداسة.

إنك بفرح مشاركة كل شيء بالمحبة تقدمين من هذا العالم شهادة جميلة عن أهمية العائلة للإنسان وللمجتمع. والبابا يساندك ويسأل الرب بخاصة أن يعين الأكثر حاجة للصحة والعمل والتعزية والرفقة ضمن كل عائلة.

خلال هذه الصلاة من التبشير الملائكي، أعهد بكم جميعاً إلى أم السماوات، مريم العذراء القديسة.

نقلته من الفرنسية إلى العربية غرة معيط (ZENIT.org)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير