كفر-كنا، الاثنين 19 يناير 2009 (Zenit.org). – أقيم امس الاحد في بلدة كُفُرْ-كَنّا قداس احتفالي بمناسبة عيد عرس قانا الجليل اولى آيات السيد المسيح له المجد حيث حول الماء الى خمر. ترأس القداس غبطة البطريرك فؤاد الطوال بطريرك القدس للاتين مع لفيف من الاكليروس.
وقال غبطة البطريرك فؤاد الطوال في المقابلة الصحفية: " ان العيد يرجعنا الى جذورنا والى الرسالة التي بدأ بها السيد المسيح، وكون ان هذا العيد يأتي بهذا الوقت بالذات فانه يذكرنا بمأساة الاوضاع التي نعيشها. لا نستطيع ان نفرح بالعيد وننسى الالم. هنالك بعد روحي فوجودنا المسيحي في هذه البلاد يذكرنا باننا لا نستطيع ان نعيش فيها دون بُعد الصليب "احمل صليبك واتبعني". في الوقت الحاضر انظارنا كلها تتجه نحو غزة وواجبنا الوطني والمعنوي والديني هو الا ننسى اهلنا المتألمين في غزة وان نقوم بكل ما نستطيع من اجلهم، وعلينا في هذه الاوقات ان نتذكر من تألم لأجلنا. ".
وتابع البطريرك فؤاد طوال: "في هذه الايام وهذه الازمنة التي يعلو فيها الصراخ والضرب والقتل والتدمير نحن بحاجة للعمل لاجل السلام والانسان. نطلب من الله ان يرحمنا وينور عقول القائمين على مصير الشعوب كي نكف عن الموت والقتل والتدمير وعن شلال الدم. بألم وندم نطلب من الله ان تتوقف الحرب كي ننطلق من جديد نحو حياة جديدة مليئة بالمحبة. نطلب من السيد المسيح ان يمد يده على البلد كلها ذات الحال التعبان ويشفيها ويعيد لها الصحة والسلام والمحبة وعمل الخير. الحرب "شبه" انتهت في غزة ولكن ما بعد الحرب العن بكثير من الحرب، واهل غزة بحاجة الى وقفتنا الى جانبهم فنحن نرفع صوتنا على المستوى الدولي والكنسي".
وفي سؤال حول وجود الله خلال الحرب اجاب البطريرك طوال: "لا يحق لنا ان نضع مسؤوليتنا البشرية على الله. الرب اعطانا الوصية الاولى ولاتزال قائمة وهي "احبوا بعضكم بعضا" وفي نفس الوقت اعطانا الحرية، لذلك لا يمكن لنا ان نضع مسؤوليتنا وانانيتنا ومصالحنا البشرية على "ظهر" الرب. كل ما هنالك ان نطلب من الله ان يحمينا ويرحمنا ويغفر ذنوبنا وليغفر جرائمنا لنعود الى الواقع ونعود الى بعضنا البعض ونعيش بسلام مع بعضنا البعض".
ووجه غبطة البطريرك فؤاد الطوال نداءه عبر تيلي لوميار ونور سات قائلا: "ندائي كنداء المسيح على الارض والقائل: "احبوا بعضكم بعضا وسلامي اعطيكم ليس كما يعطيكم العالم اعطيكم انا". السلام لا يأتي بالقتل والتدمير وانما بالرجوع الى الضمير ولنهييء الجو الذي فيه نعيش سوية بنعمة الله".
وبما ان عيد قانا الجليل يتمحور حول تحويل الماء الى خمر يبقى السؤال، متى سيحول السيد المسيح -له المجد- حزننا فرحا والحروب التي تفتك باجسادنا الى سلام وطمأنينة قلب، وقتل الاطفال والنساء العزل الى ملائكة ترفرف في سماء الحق والحرية ودماء الابرياء الى ضمير حي وجحيم الظلمات الى بصيص امل ونور ورجاء واسلحة الدمار الى سلاح سلام ومحبة وتسامح وإعمار؟!