بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الخميس 8 يناير 2009 (Zenit.org). – كرس البابا بندكتس السادس عشرًا للشرق الأوسط قسمًا هامًا من خطابه لدى لقائه السنوي المعتاد في مطلع العام الجديد بأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، في لقائه بهم اليوم الخميس 8 يناير في الفاتيكان لتبادل التهاني في بدء العام الجديد.
الحرب في قطاع غزة
وباشر البابا كلامه عن الشرق الأوسط متطرقًا إلى الحرب العنيفة التي يشهدها قطاع غزة منذ ما يقارب الأسبوعين فقال: “إن ميلاد المسيح في مغارة بيت لحم يقودنا بشكل طبيعي إلى ذكر الوضع في الشرق الأوسط، وبالمقام الأول، في الأراضي المقدسة، حيث نشهد في هذه الأيام تصاعدًا في العنف الذي يسبب دمارًا وآلامًا كبيرة في صفوف المدنيين”.
وأشار إلى أن هذا الوضع يؤدي إلى عرقلة المساعي لإيجاد مخرج من الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الأمر الذي يرغب به الكثيرون في العالم بأسره.
ولذا قال الأب الأقدس: “أود أن أكرر من جديد أن الخيار العسكري ليس هو الحل، وأنه يجب إدانة العنف، من أية ناحية كان وبأي شكل من الأشكال”.
وتمنى البابا أن يتم التوصل إلى هدنة في قطاع غزة بفضل الجهد الدبلوماسي الذي تقوم به الجماعة الدولية، وذلك “لتقديم شروط عيش مقبولة للسكان”، ودعا إلى إطلاق مشاورات السلام بالتخلي عن الكره، والاستفزاز واستعمال السلاح”.
ونظرًا لاقتراب الانتخابات في تلك المناطق تمنى بندكتس السادس عشر أن يقوم رؤساء جديرون يستطيعون أن يقودوا شعوبهم نحو “المصالحة الصعبة ولكن التي لا بد منها”.
وأوضح أنه “لا يمكن الوصول إلى هذا الأمر دون اعتناق مقاربة شاملة إلى مشاكل تلك الدول، عبر احترام تطلعات ومصالح كل الشعوب المعنية”.
إسرائيل وسوريا ولبنان والعراق وإيران
وعلى صعيد آخر، شدد البابا على ضرورة تقديم دعم ثابت للحوار بين إسرائيل وسوريا.
وبالحديث عن لبنان دعا بندكتس السادس عشر إلى مساندة توطيد المؤسسات في لبنان، والتي ستكون فاعليتها أكبر بقدر ما ستتم بروح من الوحدة”.
ثم وجه تشجيعًا إلى العراقيين الذين يستعدون لأخذ زمام مصيرهم بأيديهم ودعاهم إلى “قلب الصفحة وإلى النظر إلى المستقبل، لبنائه دون تمييز في العرق أو الدين.
وأخيرًا، بالحديث عن إيران دعا إلى عدم التخلي عن السعي للتوصل إلى “حل تشاوري للنزاع بشأن البرنامج النووي، من خلال قرار يرضي حاجات الدولة والمجتمع الدولي في آن”.
وأضاف خاتمًا: “إن هذه النتيجة ستسهم بشكل كبير في تعزيز الارتياح الإقليمي والعالمي”.