الفاتيكان، الأحد 11 يناير 2009 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي.
* * *
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!
في هذا الأحد الذي يلي عيد الظهور المجيد، نحتفل بمعمودية الرب. كانت المعمودية العمل الأول في حياة يسوع العلنية، وتخبر عنه الأناجيل الأربعة. عندما وصل يسوع إلى عمر يناهز الثلاثين عامًا، ترك الناصرة، وقصد نهر الأردن، وفي وسط جمع غفير، اعتمد على يد يوحنا. يكتب الإنجيلي مرقس: “وبَينَما هو خارِجٌ مِنَ الماء رأَى السَّمَواتِ تَنشَقّ، والرُّوحَ يَنزِلُ علَيه كَأَنَّهُ حَمامةَ. وانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّمَواتِ يقول: “أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت” (مر 1، 10 – 11). “أنت ابني الحبيب، عنك رضيت”: تكشف هذه الكلمات عن كنه الحياة الأبدية: إنها علاقة بنوية مع الله، تمامًا كما عاشها يسوع، وكشفها وقدمها لنا.
في هذا الصباح، وبحسب التقليد، منحت سر العماد في الكابيل “سيستينا” إلى 13 مولود جديد. يطرح المحتفل عادة على الأهل، والعرابين والعرّابات، السؤال المعتاد: “ماذا تطلبون من كنيسة الله لأولادكم؟”؛ وجوابهم: “العماد”، فيسأل المحتفل من جديد: “وماذا يهبنا العماد؟. ويجيبون: “الحياة الأبدية”.
هذا هو الواقع المذهل: بواسطة العماد، يدخل الكائن البشري في العلاقة الفريدة والمميزة التي يعيشها يسوع مع الآب، لدرجة أن الكلمات التي تردد صداها في السماوات بشأن الابن الوحيد تضحي حقيقية بشأن كل رجل وكل امرأة تولد من جديد من الماء والروح القدس: أنت ابني الحبيب.
أيها الأصدقاء الأعزاء، ما أعظم هبة المعمودية! لو توصلنا حقًا إلى إدراكها بالعمق، لصارت حياتنا “حمدًا” متواصلاً. يا له من فرح كبير بالنسبة للأهل المسيحيين، الذي رأوا أن حبهم أثمر خليقة جديدة، فحملوها إلى جرن العماد ورأوا كيف تولد من جديد من رحم الكنيسة، لحياة لا تنتهي! المعمودية هي هبة وفرح ولكنها مسؤولية أيضًا! فعلى الأهل مع العرابين، أن يربوا الأولاد بحسب الإنجيل. هذا الأمر يحملني بالفكر إلى لقاء العائلات العالمي، الذي سيجري في الأيام المقبلة في مدينة المكسيك: “العائلة المنشئة على القيم الإنسانية والمسيحية”.
هذا اللقاء الكبير للعائلة، الذي ينظمه المجلس الحبري للعائلة، سيتم في محطات ثلاث: أولاً، المؤتمر اللاهوتي-الرعوي، حيث سيتم التعمق بالموضوع، من خلال تبادل خبرات هامة؛ ثم، وقفة الاحتفال والشهادة، التي ستبين فرح اللقاء بين العائلات في مختلف أنحاء العالم، وهي متحدة في الإيمان نفسه والإيمان نفسه؛ وأخيرًا الاحتفال الافخارستي الذي هو فعل شكران للرب من أجل هبات الزواج والعائلة والحياة.
لقد أوكلت أمين سر الدولة الكاردينال ترشيزيو برتوني بتمثيلي، ولكني أنا أيضًا سأتابع هذا الحدث المميز باشتراك حيوي، مرافقًا إياه بالصلاة وعبر مداخلة مرئية.
منذ الآن، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أدعوكم إلى ان تطلبوا فيض النعم الإلهية على هذا الحدث الهام، لقاء العائلات العالمي. فلنفعل هذا طالبين شفاعة مريم العذراء الأمومية، هي ملكة العائلة.
* * *
نقله من الإيطالية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)
حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية – 2009.