بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الجمعة 16 يناير 2009 (Zenit.org). – يجب على الكنائس في إيران “أن تنمي علاقات متناغمة مع المؤسسات العامة والتي، بفضل نعمة الله، ستتعمق بشكل أكيد رويدًا رويدًا وستسمح لها أن تحقق على أفضل وجه رسالتها ككنيسة في الاحترام المتبادل ولأجل خير الجميع. أشجعكم على دعم كل المبادرات التي تعزز معرفة متبادلة أفضل”.
جاءت كلمة الأب الأقدس في إطار استقباله لأساقفة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في معرض زيارتهم للأعتاب الرسولية. ووجه البابا تحية إلى أساقفة الكنائس الأرمنية، والكلدانية، واللاتينية الذين يمثلون “غنى الوحدة في التنوع الموجود في صلب الكنيسة الكاثوليكية” ويشهدون لهذه الوحدة يوميًا في جمهورية إيران الإسلامية.
وعبر البابا عن ثقته بأن تعمل الجمهورية الإيرانية بتعزيز الخير العام والسلام بين الأمم نظرًا لموقعها الهام كجسر بين الشرق الأوسط وآسيا القارية.
كما وعبر عن عرفانه للكهنة والرهبان والراهبات مشددًا على أهمية دورهم ووجودهم الثمين من خلال “العون الروحي والبشري الذي يضمنونه للمؤمنين عبر تواصل مباشر ويومي”.
ثم ذكر بإسهام الكنيسة الكاثوليكية، وبوجه من خلال كاريتاس، في عمل إعادة الإعمار، بعد الهزة الأرضية الرهيبة التي ضربت منطقة بام.
واعتبر البابا أن حضور الكاثوليك في إيران هو بمثابة “خميرة في العجين تجعل الخبز يتخمر، وتعطيه نكهته وتماسكه”.
وشكر بندكتس السادس عشر الأساقفة والمسيحيين في إيران لأجل ثباتهم في الإيمان وشجعهم على الأمانة لإيمان آبائهم وعلى “التمسك بأرضهم لكي يسهموا في تطور الأمة”.
سبل التعاون بين الكنيسة ومؤسسات الدولة: الحوار والمحبة
ثم قال: “حتى ولو كانت جماعاتكم المختلفة تعيش في أطر متنوعة، إلا أنه تعاني من مشاكل مشتركة. ويجب عليها أن تنمي علاقات متناغمة مع المؤسسات العامة والتي، بفضل نعمة الله، ستتعمق بشكل أكيد رويدًا رويدًا وستسمح لها أن تحقق على أفضل وجه رسالتها ككنيسة في الاحترام المتبادل ولأجل خير الجميع. أشجعكم على دعم كل المبادرات التي تعزز معرفة متبادلة أفضل”.
وأشار إلى أنه من الممكن تعميق العلاقات بين الكنيسة والدولة عبر سبيلين: “سبيل الحوار الثقافي، والذي هو غنى يعود إلى آلاف السنين في إيران، وسبيل المحبة. وهذه الأخيرة ستنير الأولى وتكون محركتها. “المحبة تصبر، المحبة تخدم… المحبة لا تسقط أبدًا…””.
ثم أضاف: “إن كنائسكم هي وريثة تقليد نبيل وحضور مسيحي طويل في إيران. لقد أسهمت، كل على طريقتها، في حياة وإعمار الوطن. وهي تود أن تستمر في عملها في خدمة إيران عبر الحفاظ على هويتها الخاصة وعبر عيش إيمانها بحرية”.
الاهتمام بالدعوات المكرسة
ثم تابع: “لأجل تحقيق هذا الهدف، وبوجه خاص لأجل تقدم مؤمنيكم الروحي ، من الضروري أن يكون هناك عمال يزرعون ويحصدون: كهنة ورهبان وراهبات”.
وذكر البابا بندكتس السادس عشر صعوبة عيش الحياة المكرسة مع نقص الدعوات ودعا إلى تشجيع تكريس الذات عبر الكهنوت والحياة الرهبانية: “إن جماعاتكم القليلة العدد لا تسمح بنشوء دعوة عديدة محلية، ومن ذلك فمن الأهمية بمكان تشجيعها”.
هجرة المسيحيين
ثم تطرق إلى موضوع هجرة المسيحيين بحثًا عن إمكانيات فضلى مهنيًا وتربويًا.
ولفت إلى شرعية هذا التوق المتجذر في الطبيعة البشرية التي تسعى دومًا إلى الأفضل.
وقال للأساقفة أن هذا الوضع يحثهم كرعاة القطيع، “إلى مساعدة المؤمنين المقيمين في إيران وإلى تشجيعهم على البقاء على اتصال بأعضاء عائلاتهم الذين اختاروا هذا المصير. بهذا الشكل سيتمكن هؤلاء الأشخاص من الحفاظ على هويتهم وعلى إيمان أجدادهم العريق. إن الدرب الذي يتشرع أمامكم هو واسع. ويتطلب الكثير من الثبات والصبر. سيكون مثال الله الرحيم والحليم مع شعبه مثالكم وسيساعدكم على السير في الدرب الضروري المؤدي إلى الحوار”.