المنزل هو المكان الأفضل للتربية الجنسية

أستاذة البيوأخلاقيات تظهر العفة بمظهر المدافعة عن الحب

Share this Entry

مدينة مكسيكو، الجمعة 16 يناير 2009 (ZENIT.org) – إن التربية الجنسية هي تربية على العفة لذا من الأفضل إعطاء الدروس عنها ضمن العائلة، حسبما قالت خبيرة في اللقاء العالمي السادس للعائلات.

هذا ما أكدته الطبيبة الإيطالية ماريا لويسا دي بييترو، أستاذة البيوأخلاقيات في جامعة القلب الأقدس في روما، ورئيسة جمعية العلوم والحياة، خلال كلمتها التي وجهتها البارحة إلى نحو 10000 مشارك في لقاء العائلات الجاري في إطار المؤتمر اللاهوتي.

قالت: “إن العائلة توفر “مناخاً ملائماً” للتربية الجنسية في “ثقافة تتحكم فيها بشدة تأثيرات موجة واسعة من الثورة الجنسية”.

كما أكدت دي بييترو على أن هناك أولاً حاجة إلى “إيضاح مفهوم العفة”. واعتبرت هذه الفضيلة “كطاقة روحية تعلم كيفية الدفاع عن الحب من مخاطر الأنانية والعدائية، وكيفية تعزيزه حتى تحقيقه الكامل”.

“إن تقليص الجنس إلى البعد الغرائزي قد سمح علاوةً على ذلك بانتشار الإباحية والعنف الجنسي من خلال مظاهره الأكثر تطرفاً”، حسبما قالت. كذلك أكدت الأستاذة على أنه من الضروري للعائلات أن تؤدي دورها الأساسي في التنشئة العاطفية والأخلاقية لأولادها.

هذا وحذرت من أن “العجلة في استباق المراحل يصعب نضوج الأولاد العاطفي ويعرض صحتهم للخطر”.

احترام الذات

وفقاً لدي بييترو، يجب على التربية الجنسية “أن يكون لها هدف أساسي يقوم على التحفيز والتوجيه للوصول إلى الأهداف الكبيرة بما في ذلك تعزيز احترام الذات، وحس الكرامة، والقدرة على التحكم بالذات والسيطرة عليها، والانفتاح على التخطيط والتماسك والتوازن الداخلي، واكتساب الانتباه الكامل لقيم الإنجاب والحياة والعائلة”.

وأضافت: “إن التنشئة الحقيقية الموجهة نحو تربية الإرادة والمشاعر والانفعالات هي تنشئة لا بد منها. فإن معرفة الذات تعني امتلاك سبب آخر من أجل قبول مطمئن لحقيقة الرجل والمرأة، وطلب المزيد من الاحترام للذات وللآخرين”.

وبالتالي فإنه “يقع على الوالدين الواجب الأخلاقي في تربية الشخص على الذكورة أو الأنوثة، في البعد العاطفي والحياتي: التربية على الجنس كهبة ذاتية في الحب، هذا الحب الحقيقي الذي يعلم كيفية حماية الحياة”.

الدعامتان

اقترحت دي بييترو بأن الدعامتين الأساسيتين في التربية القائمة على الحب هما مفهوم المرء للإنسان والمخطط البشري الذي يتم السعي إليه.

وقالت بأنه في حال رفضت حقيقة الإنسان – محبة الحقيقة – فإن المهمة التربوية تصبح عرضة للخطر. وإن لم تُعرف الحرية وتتأصل في حقيقة الفرد التامة، فقد تجعل المرء يقوم بتصرفات وخيارات تسحقه، أو قد تصبح أداة إهمال متعمد ورغبة مجردة أو تؤدي إلى مواقف استسلام وشك خطير”.

وهكذا أكدت دي بييترو على الحاجة إلى التربية على العاطفة وإلى التربية في المعنى الأخلاقي في آن معاً، أو بمعنى آخر إلى “التربية على الحرية”.

وقالت أن الإنسان ينشأ فقط عندما يكون قادراً على الإجابة عن السؤال التالي: “أي نوع من البشر يجب أن أكون؟ وبالتالي فإن الالتزام يقضي بمساعدة الفرد على النمو كشخص فاضل أي على اكتساب الإمكانية الدائمة على القيام بالصلاح على أكمل وجه”.

لذا على الوالدين الإدراك بأن واجب منح تربية أخلاقية هو أمر غير قابل للتصرف لذا لا يمكن تفويضه بالكامل ولا حتى اغتصابه بالكامل.

ختاماً قالت بأن “الفشل في توفير مناخ عائلي للأولاد يتيح لهم فرصة الحصول على تنشئة مناسبة في المحبة والعفة، يعني الفشل في أداء واجب صارم”.

نقلته من الإنكليزية إلى العربية غرة معيط (ZENIT.org)

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير