بقلم روبير شعيب
روما، الأحد 18 يناير 2008 (Zenit.org). – انتقل إلى رحمته تعالى اللاهوتي الأرثوذكسي الفرنسي أوليفيه كليمان عن عمر ناهز الثمانية والثمانين عامًا، وذلك نهار الجمعة 16 يناير 2009.
ولد كليمان في عام 1921 في جنوب فرنسا في عائلة بروتستانتية الأصل، شيوعية الميول، وملحدة الاعتقاد. وبعد خبرة فراغ روحي ويأس نفسي وفكري اهتدى إلى الإيمان المسيحي، وانخرط في السلك اللاهوتي كعلماني متزوج.
أثر فيه بشكل خاص اللاهوتيان الروسيان فلاديمير لوسكي ونيكولاي برديايف اللذان كانا قد نفيا من روسيا بعد قيام النظام الشيوعي، وكان لهما التأثير الكبير في حياته، وفي اختياره للكنيسة الأرثوذكسية ككنيسته الأم.
يتميز لاهوت كليمان بغناه وبتغذيه من معين التقليد الآبائي العريق وسبكه للتعليم الروحي واللاهوتي في لغة الإنسان المعاصر وفي إطار مشاكله الآنية. كما يغتني لاهوته بصيغة فريدة هي عدم الفصل بين اللاهوت والروحانية والليتورجية في التفكير.
علم أوليفيه كليمان – وهو مؤرخ وصحافي أيضًا – لسنوات عديدة في معهد سان سيرج الأرثوذكسي في باريس، وكان معاصرًا وصديقًا للاهوتيين عظام مثل سرجي بولغاكوف وبافل أفدوكيموف. كما وعلم في المعهد الحبري الشرقي في روما، وكانت تربطه علاقة خاصة بمركز آليتّي للدراسات حول الشرق المسيحي في روما، شهادة لروحه ونشاطه المسكوني.
من بين مؤلفاته: “الشمس الآخر. سيرة ذاتية روحية”، “نشيد الدموع. مقالة في التوبة”، “نظرة أخرى إلى روما. الأرثوذكسية والبابوية”، “عيون من نار. الإيروس والأغابي”، “حتى وإن مات سيقوم”، “خيوط من نور”، “تساؤلات حول الإنسان”، وغيرها الكثير.