الرهبانية الأنطونية تحتفل بعيد مارأنطونيوس الكبير

بقلم الأب طوني خضره المسؤول الإعلامي في الرهبنة الأنطونية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

انطلياس، 19 يناير 2009 (Zenit.org). – بمناسبة عيد مار أنطونيوس الكبير، مؤسس الحياة الرهبانية في الشرق وشفيع الرهبان إحتفل قدس الآباتي بولس تنوري، رئيس عام الرهبانية الأنطونية المارونية ، بالذبيحة الإلهية في كنيسة دير مار الياس ، انطلياس، الأحد 18كانون الثاني 2009بحضور الرهبان من كافة المناطق اللبنانية ودول الجوار.
وجدد الرهبان الأنطونيون نذورهم والتزامهم الرهباني في خدمة الله والقريب خلال الاحتفال واحيوا أفراداً وجماعات ، ثلاثية صلاة تحضيراً للعيد، شارك فيها المؤمنون في الرعايا والمؤسسات الأنطونية بروحانية مار أنطونيوس.

ومما جاء في عظة الآباتي تنوري:
ًعندما يخرج أشخاص من التاريخ ويطلون علينا اليوم تأخذنا الدهشة ونسال إذا كانوا حقيقة أم وهماً. هل هم حقاً أشخاص من لحم ودم، أم أساطير من نسج خيال البشر؟ عندما نتوقف، كما اليوم، لنتعرف على شخص أنطونيوس وعلى روحانيته انطلاقاٍ من سيرة حياته التي كتبها الأسقف أثناسيوس ومن رسائله التي وجهها لتلاميذه ، هل نقدر أن نخفي إعجابنا بشخص مثله ، وهل نكتفي فقط بالاعجاب أم نحاول ان نستمع اليه إذا كان لديه ما يقوله لنا؟ فنحن نعيّد له اليوم ونشعر أنه يجذبنا إليه بمثال حياته ونرى فيه معلماً للحياة الروحية، لذلك نصغي الى ما عساه يقول لنا.
أنتم تنظرون إلّي، يقول، كثائر على الميوعة في عيش المسيحيين بعدما اجتازوا حقبة الاضطهاد في الأجيال الاولى. تنظرون إلي كشخص يفتّش عن استشهاد جديد في عيش النسك والتقشف بعدما توقف عن استشهاد الدم. ربما كنت كذلك، ولكن ليس هذا سري.
تنظرون اليّ كبطل إيمان تخلى عن كل شيء ومضى في الصحراء يحارب الشياطين وينتصر عليهم بقوة من هو الأقوى، بقوة الرب الحاضر معه. ربما كنت كذلك أيضاً ولكن ليس هذا سري.
تنظرون اإلي كمعلم كبير لحياة النسك والتوحد،وقد نهج طريق القداسة أمام الكثيرين فاتبعوه واقتدوا بمثاله وحوّلوا الصحراء القاحلة إلى فردوس رهبان يسّبحون ويرنمون ليل نهار للخالق. نعم ربما كنت كذلك ولكن ليس هذا سري.
إليكم سري أنا مسيحي عادي ابن الاسكندرية ، نشأت في عائلة مسيحية ميسورة. فقدت والدي وأنا في ريعان الشباب ، بقيت وحيدا مع أخت لي أصغر مني . كانت الحياة تزهو أمامي مثلي مثل اي شاب ميسور من بني قومي. سمعت الرب يقول لي في الأنجيل:ً إذهب وبع كل ما لك واعطه للمسكين وتعال اتبعنيً . كلامه احتل كياني ، عقلي وقلبي وعواطفي. فتدبرت أمر أختي عند جماعة من النساء العابدات ووضعت كلام الرب موضع التنفيذ وبدأت مسيرتي معه.
سري ليس في ما ترونني عليه اليوم وليس في أعمال بطولية قمت بها ولا حتى بما بلغته من قداسة بفضل ربي. سري أني آمنت ان نداء الإنجيل موجّه إليّ وان الرب يحبني فوثقت بحبه وبخلاصه.
سري أيضاً في معاناتي الطويلة وحربي مع الشيطان ، انني ثابرت في الجهاد ليل نهار . المثابرة هي سري وهي سبب نجاحي. لأن رجائي بربي يسوع المسيح كان كبيراً جداً ،لذلك ما تردّدت في جهادي كنت جندياً له ، كما يقول بولس في رسالته الى أهل أفسس، لبست درع البر وحملت الإيمان ووضعت خوذت الخلاص وتقلّدت سيف الروح وكنت ساهراً ومواظباً على الصلاة.

سري انني جاهدت وثابرت لأنني أحببت من احبني وبذل ذاته على الصليب كونوا انتم أيضاً تلاميذي وثابروا على ما تقومون به من رسالة بإيمان كبير وحب فائق للرب وللأنسان الذي تخدمونً.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير