بقلم شربل الشعار
واشنطن، الاثنين 26 يناير 2009 (Zenit.org). – بعد يومين من تسلّم براك أوباما سدة الرآسة في البيت الأبيض، وكما كل سنة احتشد 250-300 ألف مواطن امريكي في أكبر مسيرة عالمية للحياة في الذكرى السادسة والثلاثين لتشريع الإجهاض بقرار المحكمة الأميركية العليا روي ضد ويد سنة 1973، الذي بموجبها تم تشريع الإجهاض الخياري في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ومع هذه الذكرى يكرر الرئيس الجديد دعمه للإجهاض ويتوعّد بوضع قانون جديد يمحو به كل القوانيين التي تحمي الحياة والتي شرعت بعد هذا القرار . ولقّب اوباما في المظاهرة بـ “رئيس الإجهاض”. ولاية الرئيس الجديد ستشهد صراعًا جديدًا في ساحة التشريعات القانونية في الولايات المتحدة على صعيد مسائل الحياة الجنينية. علمًا بأن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هي أيضاً مع الإجهاض.
وعشيّة المسيرة جرى الاحتفال بقداس للحياة في كاتدرائية الحبل بلا دنس حيث شارك فيه اكثر من 16 ألف مؤمن وحشد كبير من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وقال الكردينال ريجالي رئيس اساقفة فيلادلفيا بعظته أنه: “من الممكن أن نتعرض للرفض لاننا نواجه المجتمع”، وتابع “نحن جاهزون ان نقول نعم لإرادتك مهما كان الثمن.
وأشار بأن حصيلة قرار المحكمة العليا سنة 1973 هي اكثر من 50 مليون طفل قتلوا ضحية الإجهاض، بحسب إحصاء قام به مجلس أساقفة الولايات المتحدة الأميركية. وندد بمشروع قانون حريّة الإختيار Freedom of Choice Act الذي ينوي الرئيس أوباما ان يطرحه للتشريع.
شارك في هذه المسيرة أعضاء من جميع الطوائف في الولايات المتحدة من ويهود وكاثوليك وبروتستانت، من بينهم جرجري منصور مطران أبرشية مار مارون في الولايات المتحدة. المتروبوليت اليوناني من الكنيسة الأرثودكسية في الولايات المتحدة، والكرادلة جستن ريجالي وسين أومالّي وعدد كبير من الأساقفة.
وقبل بدء المسيرة من امام البيت الأبيض إلى المحكمة العليا، تكلّم العديد من الزعماء الروحيين والمدنيين امام مبنى البيت الأبيض. فوجّهوا رسائل وصلاوات للرئيس أوباما ان يبدّل موقفه من الإجهاض، وشجبوا قرار المحكمة الذي سبب بموت اكثر من 50 مليون طفل أميركي مشرف على الولادة في رحم أمه بالإجهاض.
دعا القس الأسود لوك رابنسون من فرديك ماريلند الرئيس الجديد للتغييّر فقال: “كنّ وكيل التغييّر” وأضاف ان أكثر من مليون سوف يذبحون في السنة الأولى من عهد الرئيس بالإجهاض تحت غطاء ما يسمّى بـ “حقّ النساء بالإختيار”.
وأمام مبنى المحكمة العليا تكلّمت نساء من حملة منطمة “لا للسكوت بعد اليوم” اللواتي اختبرنّ الإجهاض ، واخبرنّ الحشود كيف دمر الإجهاض حياتهنّ الروحية والجسدية والنفسية، وكيف وجدن غفران من يسوع بالتوبة إلى الله ، ومن بين تلك النساء الدكتورة ألفيتا كينج إبنة أخ الزعيم الراحل مارتن ولوثر كينج الذي حرر السود في الولايات المتحدة من التمييّز العنصري.
وفي 23 يناير وقّع الرئيس الجديد على مرسوم يوقف سياسة مدنية مكسيكو لعدم تمويل الإجهاض خارج الولايات المتحدة، هذه السياسة أتبعت منذ عهد الرئيس ريجن وترفض ربط الدول الغنية مساعدتها للدول الفقيرة بسياسة تحديد النسل اي طرق منع الحمل والإجهاض. وكان الرئيس بوش قد اتبع سياسة مدينة مكسيكو عند تلسمه الرئاسة سنة 2001. ولكن سياسة الرئيس بوش الأب والإبن كانت اكثر من ثلاثة حروب خارجية.
يتخوّف المدافعون عن قدسية الحياة من الإتجاه الجديد لسياسة الولايات المتحدة، بعد عهد بوش، ويتوقّع ارتفاع نسبة الإجهاض عالمياً.
لمزيد من المعلومات من الممكن مراجعة الموقع التالي: