بندكتس السادس عشر "بذل قصارى جهده": بيان الكاردينال ريكارد

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

تصريحات المونسنيور ويليامسون “غير مقبولة”

روما، الخميس 29 يناير 2009 (ZENIT.org) –  لقد بذل بندكتس السادس عشر “قصارى جهده”، وإننا من الآن فصاعداً ننتظر رداً بمستوى المبادرة. كما أنه أيضاً وقت صلاة، على ما أشار الكاردينال ريكار الذي لفت إلى أن “العقبات لن تكون كلها عقائدية” مع تلاميذ المونسنيور لوفيفر السابقين، بل من الممكن أن تظهر كذلك عقبات أخرى ثقافية وسياسية. والمثال على ذلك ما جاء مؤخراً على لسان المونسنيور ويليامسون من تصريحات غير مقبولة تنكر مأساة إبادة اليهود”.

ننشر في ما يلي التصريح الذي أدلى به الكاردينال جان بيار ريكار حول إلغاء الحرمان الذي خضع له الأساقفة الأربعة من أخوية القديس بيوس العاشر الكهنوتية:

***

إن المرسوم الذي وقعه عميد مجمع الأساقفة بتاريخ 21 يناير 2009 بناءً على طلب البابا بندكتس السادس عشر يلغي الحرمان الذي خضع له الأساقفة عندما نالوا درجة الأسقفية في 30 يونيو سنة 1988 على يد المونسنيور لوفيفر والذي أعلنه مرسوم الكاردينال غنتن في الأول من يوليو سنة 1988.

هذا الإلغاء طالب به أكثر من مرة المونسنيور فيلي، الرئيس العام لأخوية القديس بيوس العاشر، وبخاصة في رسالة وجهها إلى الكاردينال كاستريون هويوس بتاريخ 15 ديسمبر الأخير باسم الأساقفة الأربعة المعنيين. هذا الطلب إضافة إلى ذلك المتعلق بالسماح لكل كاهن بالاحتفال بالقداس مستخدماً كتاب القديس بيوس العاشر، كانا أحد الشرطين الأولين لبداية الحوار مع روما. وقد جعل المؤمنين يصلون على هذه النية.

لقد أراد البابا بندكتس السادس عشر بذل قصارى جهده، ومد يد العون كدعوة إلى المصالحة. فالبابا العالم باللاهوت والمؤرخ يدرك المأساة التي يمثلها انقسام في الكنيسة. كما أنه يصغي إلى السؤال الذي غالباً ما يُطرح في زمن الانقسامات هذا: هل اتخذنا جميع التدابير اللازمة من أجل تجنب هذا الانقسام؟ هو نفسه شعر بواجب بذل جميع الجهود في سبيل إعادة نسج خيوط الوحدة الكنسية الممزقة. يجب علينا ألا ننسى بأن البابا مطلع تماماً على هذا الملف لأن البابا يوحنا بولس الثاني أوكل إليه مهمة التواصل مع المونسنيور لوفيفر ومحاولة منعه من ارتكاب الفعل المتعذر إصلاحه والمتمثل في سيامة الأساقفة. إلا أن مهمة من كان  آنذاك معروف بالكاردينال راتزنغر باءت بالفشل.

إن إلغاء الحرمان ليس نهاية، لا بل بداية سياق الحوار. فهو لا ينظم مسألتين أساسيتين: البنية القانونية لأخوية القديس بيوس العاشر في الكنيسة والتوافق حول المسائل العقائدية والكنسية؛ بل يفتح درباً جديدة نسلكها معاً. هذه الدرب ستكون طويلة من دون شك، وستتطلب تحسين المعرفة والاحترام المتبادلين. وفي حين أنه يجب طرح مسألة نص المجمع الفاتيكاني الثاني كوثيقة عقائدية ذات أهمية أولية لأنها أساسية؛ إلا أن العقبات ليست كلها عقائدية بالضرورة، بل من الممكن أن تظهر عقبات ثقافية وسياسية. والمثال على ذلك ما جاء مؤخراً على لسان المونسنيور ويليامسون من تصريحات غير مقبولة تنكر مأساة إبادة اليهود.

بيد أنه من الممكن التفكير بأن هذه الديناميكية التي أحدثها إلغاء الحرمان من شأنها المساعدة على المضي في هذا الحوار الذي يريده البابا.

في نهاية أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، يجب ألا ننسى بأن الصلاة هي الدرب الأكثر ضماناً من أجل التوصل إلى وحدة جميع تلاميذ المسيح.     

                

بوردو، بتاريخ 24 يناير 2009

+ الكاردينال جان بيار ريكار

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير