نيويورك، الاثنين 19 يناير 2009 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي مداخلة رئيس الأساقفة تشيليستينو ميليوري في نيويورك في إطار "الدورة الطارئة الخاصة العاشرة لجمعية الأمم المتحدة: الأعمال الإسرائيلية المشروعة في شرق القدس المحتلة وفي سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة. مسودة القرار".

* * *

السيد الرئيس،

في مطلع هذه الدورة الطارئة الخاصة العاشرة للجمعية العامة حول الوضع المأساوي في غزة وفي بعض المدن الإسرائيلية، تود بعثتي أن تعبر عن تضامنها مع المدنيين في تلك المناطق التي تتحمل وقر صراع وحشي.

تغتنم بعثتي المناسبة لكي تتمنى للأمين العام التوفيق في مهمته الرامية إلى التوصل إلى تسريع خطوات الجهود الدبلوماسية المشتركة وإلى ضمان وصول المساعدة الإنسانية الضرورية لمن يحتاج إليها.

يطلب الكرسي الرسولي أن يتم تطبيق كامل لقرار مجلس الأمن 1860، الصادر في 8 يناير، والذي يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار وإلى عدم عرقلة المساعدات الإنسانية. شهدنا في هذه الأيام الأخيرة، فشلاً عمليًا من كل الأطراف في احترام التمييز بين المدنيين والأهداف العسكرية. في إطار هذا القرار، ندعو كل الجهات إلى الالتزام بمتطلبات القوانين الإنسانية العالمية، لكي يتم ضمان حماية المدنيين.

لقد شهد التاريخ المضطرب منذ نحو 60 عامًا من العيش المشترك بين الإسرائيلين والفلسطينيين مسلسلاً طويلاً من الصراعات، ولكن أيضًا من الحوار، مثل لقاءات مدريد واتفاقات أوسلو، ومذكرة واي، وعملية السلام الرباعية، وخريطة الطريق ومؤتمر أنابوليس مع حل إقامة دولتين. ولكن للأسف، إن الجهود العديدة لإقامة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد باءت بالفشل حتى الآن.

تلاحظ بعثني أن السبب وراء فشل الجهود الكثيرة يعود إلى نقص في شجاعة وتماسك الإرادة السياسة في بناء السلام، من قبل كل الأطراف، ويعود في آخر المطاف، إلى عدم الجهوزية للتلاقي سوية ولبناء سلام عادل ودائم.

تحمل الأمم المتحدة على كاهلها مسؤولية خطيرة تتمثل بإرغام الأطراف على احترام وقف إطلاق النار، وأن تمهد طريق المفاوضات والاتفاقات بينها وأن تضمن المعونات الإنسانية. بوجه خاص، تستطيع هذه اللجنة أن تساعد الأطراف المتحاربة على اكتشاف نماذج جديدة لإعادة السلام، نماذج ترتكز على القبول المتبادل والتعاون في التنوع.

شكرًا سيدي الرئيس.

* * *

نقله من الإنكليزية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية – 2009.