الأب الأقدس يترأس قداس الذكرى الرابعة لوفاة يوحنا بولس الثاني

يسوع لا يريد أن يمثل تلاميذه دور الرجاء بل أن يكونوا الرجاء

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الجمعة 3 مارس2009 (Zenit.org). – “احذروا: ففي لحظة تاريخية مثل اللحظة الحالية، نظرًا للإطار الثقافي والاجتماعي الذي نعيش فيه، يضحي أكبر خطر جعل الرجاء المسيحي إيديولوجية، شعار مجموعة، غطاء خارجي. وما من شيء يعاكس رسالة يسوع أكثر من هذا! فهو لا يريد تلاميذه أن يمثلوا دورًا، حتى ولو دور الرجاء. بل يريد أن يكونوا الرجاء، وبامكانهم القيام بذلك فقط إذا بقوا متحدين به!”، بهذه الكلمات دعا البابا بندكتس السادس عشر الشبيبة إلى عيش أصالة الرجاء من خلال علاقة حية وثابتة مع المسيح وفيه.

ترأس بندكتس السادس عشر عند الساعة السادسة مساء من أمس الخميس 2 مارس قداسًا إلهيًا في الفاتيكان في الذكرى الرابعة لوفاة خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني. في مطلع العظة، شكر الأب الأقدس الرب لأنه وهب يوحنا بولس الثاني إلى الكنيسة “كراعٍ غيور وسخي”.

ثم انتقل إلى التأمل بإنجيل يوم الخميس الذي يعرض على تأمل المؤمنين الفصل الثامن من بشارة القديس يوحنا، والذي يتضمن مناقشة طويلة وحادة حول هوية يسوع. لفت الأب الأقدس إلى المرات الثلاثة التي يستعمل فيها يسوع تعبير “أنا هو” لافتًا إلى أن هذا التعبير يحملنا بمعناه القوي إلى الإله الذي كشف عن ذاته لموسى (راجع خر 3، 14).

 

الشهادة الصعبة

يقول يسوع في الإنجيل: “من يحفظ كلمتي لن ير الموت” مشيرًا إلى أن الآب أرسله لكي يحمل للبشر العتق الجذري من الخطيئة ومن الموت، وهو أمر لا بد منه للدخول في الحياة الأبدية. كما ويعلن الرب عن أنه موجود قبل خلق العالم، وقبل تجسده في التاريخ عندما يقول: “الحق الحق أقول لكم: قبل أن يوجد إبراهيم، أنا هو” (8، 58)، معلنًا بذلك أنه أعظم من إبراهيم مولدًا بذلك ردة فعل شك عن اليهود.

انطلاقًا من الإنجيل صرح البابا: “كم هو صعب أن نشهد للمسيح”، ملمحًا إلى خادم الله كارول فويتيوا، البابا يوحنا بولس الثاني، الذي “منذ نعومة أظفاره كان مدافعًا متقدًا ومناضلاً عن المسيح”. لأجل يسوع “لم يرض بالمراوغة عندما كان يترتب عليه إعلان حقيقة المسيح والدفاع عنها. ولم يكل أبدًا عن نشر حبه”.

الشهادة الخصبة

ولكن إذا كانت الشهادة للإنجيل صعبة فهي خصبة أيضًا ويختبر من يعيشها الكلمات التي قالها الله لابراهيم “سأكثر نسلك جدًا” (تك 17، 6).

وتحدث البابا في هذا الإطار عن الخصب الروحي لحياة البابا يوحنا بولس الثاني. وتوجه إلى الشباب الذين شاركوا في القداس ومن بينهم الأستراليين والإسبان والذين سيشاركون في لقاء الشبيبة المقبل في مدريد، مذكرًا إياهم بالعدد الكبير من الدعوات إلى الكهنوت والحياة المكرسة والعائلات الشابة التي نشأت متأثرة بشهادة يوحنا بولس الثاني وتبشيره.

وأضاف: “كان يوحنا بولس الثاني قادرًا على نقل شحنة قوية من الرجاء المبني على الإيمان في يسوع المسيح الذي “هو هو أمس، اليوم، وإلى الأبد”.

اعتناق جذري لإنجيل الرجاء

وذكر بندكتس السادس عشر أن يوحنا بولس الثاني كان يشدد دومًا على التزام جذري بالإنجيل، وأن البابا الحالي أراد الالتزام بالخط عينه “متوقفًا في مناسبات عدة على ضرورة التنشئة المتعلقة بالعائلات، وبالكنيسة وبالمجتمع وخصوصًا بالأجيال الصاعدة”.

وتساءل البابا: “أنى لنا أن نستشف النور والحكمة لتتميم هذه الرسالة؟”

“لا يمكننا بكل تأكيد أن نعول فقط على الموارد البشرية؛ يجب أن نثق في المقام الأول بالعون الإلهي”.

ثم ذكر الشباب إلى أنه “لا يمكن العيش من دون رجاء”. “تبين الخبرة بأن كل شيء، وبأن حياتنا بالذات هي في خطر، وتستطيع أن تسقط لسبب داخلي أو خارجي، في كل وقت. وهذا أمر طبيعي: كل ما هو بشري، وبالتالي حتى الرجاء أيضًا، لا ركيزة له في ذاته، بل يحتاج إلى ‘صخرة‘ يرتكز عليها”. ولذا يدعو بولس المسيحيين إلى بناء وضع رجائهم في الله الحي.

ثم حذر البابا الشبيبة: “احذروا: ففي لحظة تاريخية مثل اللحظة الحالية، نظرًا للإطار الثقافي والاجتماعي الذي نعيش فيه، يضحي أكبر خطر جعل الرجاء المسيحي إيديولوجية، شعار مجموعة، غطاء خارجي. وما من شيء يعاكس رسالة يسوع أكثر من هذا! فهو لا يريد تلاميذه أن يمثلوا دورًا، حتى ولو دور الرجاء. بل يريد أن يكونوا الرجاء، وبامكانهم القيام بذلك فقط إذا بقوا متحدين به!”.

ودعا لذلك الشبيبة قائلاً: “أيها الشباب الأحباء، يسوع يريد أن يكون كلاً منكم منبع رجاء للقريب، وأن تضحوا جميعًا واحة رجاء للمجتمع الذي تنخرطون فيه”.

ولفت أن هذا الأمر ممكن فقط إذا عاش الشباب من المسيح وفيه، من خلال الصلاة والأسرار، كما سبق وكتب في الرسالة التي وجهها إلى الشبيبة بمناسبة يوم الشبيبة العالمي الرابع والعشرين الذي يحتفل به نهار الأحد المقبل، أحد الشعانين، على صعيد أبرشي.

وفي ختام عظته، أوكل البابا بندكتس نفس يوحنا بولس الثاني “المختارة” إلى شفاعة مريم الأمومية التي لطالما كرمها، مصليًا لكي يرافق خادم الله الجميع من السماء، ويساعد كل إنسان على أن يعيش كما فعل هو لأجل الله من خلال مريم مكررًا يوميًا بثقة: “كلي لك” (Totus tuus).

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير