الفاتيكان، الجمعة 2 يوليو 2010 (Zenit.org). – “رجائي وطيد أن تأتي سنوات خدمتي، في ظل مدينة قداستكم، بثمار خصبة، وأن يكون العمل المشترك مثمرًا وبناءً”، هذا ما قاله صباح اليوم السفير الجديد للجمهورية العراقية لدى الكرسي الرسولي خلال تقديمه لأوراق اعتماده للبابا بندكتس السادس عشر.
وقد عبر السفير حبيب محمد هادي علي الصدر عن فخره بلقاء الأب الأقدس بندكتس السادس عشر قائلاً: “إن حضوري اليوم أمام حضرتكم هو مثل وقوف أمام أب أعده مصيره لكي يحقق أنبل الأهداف وأسمى الغايات”.
وأضاف: “لقد أتيت إلى حضرتكم من بغداد، قلب العالم ودار السام، إلى مدينة الأب الأقدس حاملاً معي تحيات وتمنيات شعب العراق ورئيسه، فخامة الرئيس جلال الطالباني بالصحة والعافية”.
هذا وعبّر السفير الجديد عن مقاصده وإرادته الثابتة بأن “يثبت علاقات الود، التفاهم والتعاون بين العراق والكرسي الرسولي على جميع الأصعدة”.
عرفان لوقوف الكرسي الرسولي إلى جانب العراق
وأشاد السفير الجديد بجهود الكرسي الرسولي لصالح الشعب العراقي في هذه السنوات التي تكاثر فيها “أعداء حرية” شعب العراق. وذكر بأن النائب الرسولي في العراق لم يتخل أبدًا عن مدينة بغداد حتى “في الحالات الصعبة والأيام المظلمة”.
وشرح الصدر بأن “العراقيين يتمتعون الآن بحرية كاملة في التعبير عن آرائهم بفضل حضور الكثير من وسائل التواصل المكتوبة، المسموعة والمرئية، التابعة للقطاع الخاص”.
ومن ناحية أخرى، “تمكنت المرأة العراقية أن تنهض من جديد بعد فترة انحطاط طويلة وتهميش جائر، لكي تأخذ مكانها في أخذ القرارات السياسية، والدخول في ملء دورها في برنامج تحقيق نموذج الديمقراطية والعمل السياسي”.
هذا وعبّر إلى البابا عن رغبات المسؤولين العراقيين بأن يقوم الأب الأقدس إلى جانب العراقيين “مطالبًا الدول ومسؤوليها بالوقوف إلى جانب العراق ومساعدته للخروج من حالاته الصعبة، منيعًا، متحدًا، ومتعافيًا بالكامل، لكي يكون عنصرًا فاعلاً للوصول إلى امن وسلام عالمي”.
دعوة إلى تشجيع مسيحيي العراق للثبات في أرضهم
وبالحديث عن المسيحيين في العراق، صرح الصدر بأن الدولة العراقية “ستكون ممتنة إلى البابا إذا ما حض مسيحيي العراق على البقاء متجذرين في أرضهم، وألا يقدموا فرصًا إلى أولئك الأشرار الذين ينوون الشر ضدهم”.
وتابع: “ستكون [الدولة العراقية] ممتنة إذا حرض الأب الأقدس الذين هاجروا على العودة إلى بلدهم لكي يسيروا درب الولادة من جديد والبناء القائم في الأمة الآن”.
وصرح بأن “المواطنين العراقيين يحفظون في قلوبهم كل العاطفة والاحترام نحو إخوتهم المسيحيين، ويعتبرونهم عنصرًا أساسيًا وتاريخيًا في العراق”، مشيرًا إلى أن خمسة مقاعد نيابية أُعطيت شرعًا إلى المسيحيين، إضافة إلى المقاعد التي يستطيعون الحصول عليها من خلال لوائحهم الانتخابية.
كما ونوه إلى أن الدستور العراقي يضمن للمسيحيين كامل حقوق المواطنية، واعتبار لغتهم السريانية والأرامية لغة رسمية في المدارس ومكاتب الحكومة حيث يشكل المسيحيون الأكثرية.
ولفت إلى أن الإرهاب في الحقيقة “لم يميز بين المسيحيين والمسلمين، بل على العكس، إن تهديداته وترهيبه قد طاول كل عناصر الشعب العراقي على حد سواء”.
وذكر بأن الإسلام الحنيف يمنع قتل الأنفس البريئة، ويعتبره من أكبر الخطايا منوهًا بأن الحكومة العراقية قد التزمت بتأمين الأمن والسلام في كل الأديار والكنائس المنتشرة في العراق أكثر مما فعلت نحو الجوامع.
هذا وذكر السفير بأنه “من المستحسن أن يأخذ المسيحيون الحيطة وأن يُنموا حس الأمن لكي لا يضحوا أهداف سهلة للإرهابيين”.
ثم عبّر عن اهتمام الحكومة بالجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة لأجل الشرق الأوسط التي ستعقد في روما لأجل الشرق الأوسط لما سيحمله من تعمق في إمكانيات التعايش بين المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط، “للحوؤل دون أن تضحي هذه المنطقة الحيوية في العالم – مهد الحضارات والأديان السماوية – عامل توتر، تزمت”.
وأخيرًا، ذكر السفير الجديد بأن الحكومة العراقية “ترفض نظرية حتمية صراع الحضارات”، وتؤمن بالمقابل بأن “جوهر الأديان يكمن في الإنسان وفي كرامته”، وعليه يجب العمل على توطيد “الحوار الصادق بين الأديان والحضارات”، بغية التوصل إلى وعي مشترك ينقذ البشرية من أهوال العنف، التزمت، الصراعات بين الطوائف، والتمييز العنصري.
السفير الجديد
هذا وقد ولد السيد حبيب محمد هادي علي الصدر في كربلاء في 24 ديسمبر 1951، وهو متزوج وأب لثلاثة أولاد. تخرج في اللغة العربية في جامعة بغداد في عام 1974، كما وحاز على دكتورا فخرية في وسائل الاتصال لدى جامعة الحرة في هولندا (2007).
شغل منصب مدير في راديو وتلفزيون السلام في بغداد (2003 – 2004). ويتقن العربية والإنكليزية.