بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الجمعة 16 يوليو 2010 (Zenit.org). – عقد الأسبوع الماضي في سردينيا، إيطاليا مؤتمر كتابي مكتف حول موضوع "الكهنوت والعبادة في الكتاب المقدس"، تزامنًا مع ختام السنة الكهنوتية التي اختتمت في يونيو المنصرم.

استقبل الحدث دير القديس بطرس في سوريس، سردينيا، وشارك في المؤتمر نحو 110 شخصًا، وحاضر فيه المونسينيور جانأنطونيو بورغونوفو حول العهد القديم، والمونسينيور رينالدو فابريس حول العهد الجديد.

ألقت محاضرات بورغونوفو نظرة شاملة على مفهوم الملوكية والكهنوت في ثقافات الشرق الأدنى، متوقفًا بشكل خاص على فترة تثنية الاشتراع (520 – 515 ق. م.)، حيث كتبت شرائع إيمان إسرائيل.

وبعد أن بين الباحث البيبلي الربط بين الكهنوت والبعد الذبائحي في الهيكل، توسع في تبيان الدور الكهنوتي المتمثل بتمييز ما هو طاهر وما هو نجس، ومسؤولية الكهنوت في معرفة ما هو مرضي لدى الرب.

ومن ثم، بين اختلاف مفاهيم الكهنوت عند مختلف التيارات اليهودية في الزمن السابق والمعاصر ليسوع بين الصدوقيين، الفريسيين، السامريين والأسينيين، وتأثيرها على الكهنوت في المسيحية.

وشرح أنه "فقط إذا ما نظرنا نظرة شاملة إلى تنوع المفاهيم المتعلقة بالكهنوت، يمكننا أن نفهم الجدلية القوية التي تربط بين كهنوت أورشليم والواقع الجديد الذي بدأ مع حركة يسوع الجماعات المسيحية الأولى".

من ناحيته، ركز رينالدو فابريس مداخلاته على العهد الجديد، منطلقًا من كلمات يسوع إلى السامرية، بالقرب من بئر يعقوب، حيث تسأله المرأة عن العبادة الحقة، عما إذا كانت على جبل جرزيم أو في أورشليم.

يشرح يسوع للمرأة أن الله روح وأن العباد الحقيقيين يعبدون الآب "بالروح والحق"، أي في دينامية باطنية، هي حبه من الله، تضعهم في شركة حميمية وحيوية معه".

وأضاف فابريس: "إن يسوع، من خلال كلمته التي هي حق، وكشف عن وجه الآب، يجعل اللقاء الحقيقي مع الله ممكنًا. هو الابن الذي يواجه الموت مثل فعل نهائي لحبه للآب، هو الهيكل الذي دمرته القوى البشرية على الصليب، ولكن الله أقامه بعد ثلاثة أيام".

كونه الابن، يستطيع يسوع أن يمارس وساطة كهنوتية بين الله والبشر، وفي الوقت عينه كونه إنسان، يستطيع يسوع باسم جميع إخوته أن يشفع بهم لدى الآب وأن يعضدهم.

"وإذ واجه يسوع الموت كفعل طاعة جذرية وبنوية، حرر إخوته مرة وإلى الأبد من سلطان الموت، وافتتح بشرية جديد تعيش لكي تلتقي بالله".

العهد الجديد يعلمنا أن على نموذج يسوع المسيح المسيحيون، جميع المسيحيين، هو ملوك وكهنة من خلال إيمان معموديتهم.

هذا الكهنوت العام لا يستثني بل يتضمن كهنوت الخدمة المبني على الدرجات المقدسة، لأنه فقط من خلال الكلمة، المعلنة باسم يسوع المسيح وسلطته يمكن للكنيسة جسده أن تنمي.