بقلم كاتيانا عبد الأحد، مطرانية حلب للروم الأرثوذكس الحميراء، سوريا، الاثنين 19 يوليو 2010 (Zenit.org). -  دعا غبطة البطريرك إغناطيوس الرابع الكلي الطوبى والجزيل الاحترام السادة المطارنة في سوريا إلى عقد لقاء عام للشبيبة بتاريخ 17 تموز في دير القديس جاورجيوس – الحميراء، ضمّ اللقاء أكثر من 700 شاب وشابة من بعض الأبرشيات (شارك فيه 120 أخ من جامعيي أبرشية حلب: حلب، الطبقة، إدلب، انطاكيا)، على أن يتم مثله أيضاً في لبنان، ومن ثمّ أن تتم الدعوة للقاء عام في سوريا ولبنان بعدها.

تشكلت لجنة للتحضير مؤلفة من مندوبين حددهما مطران كل أبرشية. اجتمعت اللجنة عدة مرات برئاسة المطران جورج أبو زخم في حمص وتم تحديد الأعداد المشاركة من كل أبرشية.

كما حضرّت اللجنة استمارة عن الهموم الشبابية سوف تجمع رأي الشبيبة الأرثوذكسية في أهم المسائل الحياتية والكنسية.

أرسلت هذه الاستمارات إلى كل الأبرشيات، حيث أجاب عليها الشباب في مراكزهم وتم جمعها واستخلاص معلوماتها.

توافدت المجموعات الشبابية صباح السبت كلٌّ من أبرشيته، وذلك بحماس كبير، يرافقهم المسؤولون والآباء الكهنة.

برنامج اللقاء توزع كالتالي:

10,00: افتتاح ترحيب وتعريف بالوفود القادمة.

10,30: حديث لصاحب الغبطة: أنتم أمل الكنيسة،

1,00: غذاء؛ قدمه دير مار جرجس استضافة للجميع وتناوله جميع الأخوة الشباب معاً.

2,00: أناشيد: قدمت كل أبرشية بعض الأناشيد، وملأ ذلك الجوَّ فرحاً وغبطة. أنشد بعض الأخوة ترانيم من تأليفهم وتلحينهم.

3,00: الاستمارة: تمت قراءة نتائج الاستمارات من كل الأبرشيات وعقب صاحب الغبطة والسادة المطارنة على ذلك بملاحظات وتوجيهات غنية ومفيدة.

5,30: غروب للقديس يوسف الدمشقي، احتفلت الشبيبة الأرثوذكسية بالقديس يوسف، وهو آخر قديس أعلنت الكنيسة الانطاكية قداسته. ورنمت الجوقة الصلوات الخاصة بعيده.

يجيب هذا اللقاء على عطش الشبيبة الأرثوذكسية إلى اللقاء والتعارف من جهة، ولكن أيضاً إلى التفكير معاً وبمسؤولية بالشهادة المسيحية للشباب الأرثوذكسي. ومن هنا تشكل الاستمارة طريقة تفكير مشترك ولو بسرعة كبداية لتفكير أعمق.

يكشف هذا اللقاء عن نوعية جديدة تشير إلى النمو الكبير في عمل الشبيبة والتعليم المسيحي، ويلاحظ كل من تابع هذا اللقاء العديد من الأمور منها:

1. التفاف الشباب الأرثوذكسي  حول كهنته ومطارنته وغبطة البطريرك، تأكيداً منهم على الامتنان للرعاية المباشرة والعناية الأبوية التي يقدمها جميع السادة المطارنة كلٌّ في أبرشيته.

2. ازدياد الوعي عند الشباب بالحفاظ على الرموز الروحية، التي تشكل اليوم لهم القدوة والمسؤولية.

3. ازدياد أهمية العمل الشبابي في الأبرشيات، وسهر الآباء على تفعيل دور الشبيبة في حياة الكنيسة.

4. الأمل الواعد بغد مشرق للكنيسة ما دام شبابها يعي مسؤوليته في خلق مستقبلها كما يريده ويشتهيه لتكون أقرب إلى الصورة التي ينتظرها السيد "نقية لا عيب فيها ولا غضن"

5. تنوع المواهب عند الشباب، والتي كلها تنصّب بوحدة العمل في خدمة الكنيسة وبنيان شهادتها في المجتمع.

6. التزام شبابنا الأرثوذكسي بمسائل كنيسته ورسالتها الروحية.

7. التزام شبيبتنا الأرثوذكسية بمسائل مجتمعهم كالعمل والفقر والتطوير...

8. وعي شبابنا الأرثوذكسي للعمل الوطني المبني على وحدة الحياة مع الإنسان الغريب، الذي هو بمثابة الأخ ورفيق الدرب. وكذلك تعميمعم على بنيان المجتمع الذي يخدم فيه الدين الوطن ويعلم في الإيمان محبته الإنسان. ويبدو واضحاً التزام شبابنا بأرضهم ومستقبلها.

9. الرجاء الكبير المبني على أحلام لا تهدأ من أجل الأفضل دوماً، وعلى جميع الأصعدة.

الغيرة والإيمان، عاملان يملآن قلب الشاب المسيحي ويؤمن شبابنا أن دورهم ليس عارضاً أو جانبياً في كنيستهم وفي بلدهم.

المستقبل ليس قدراً، المستقبل مراهنة لا تتحقق أحلامها إلا بأيدي وأعمال من يحلم بها.

"لم يعطنا الرب روح الفشل" بل روح البنيان. الشهادة المسيحية عامل أساسي في بلدنا، والكنيسة حية بأبنائها. وللشباب حيّز واسع في هذه الشهادة.

غادر الشباب دير مار جرجس وهم يحملون آمالاً وعهوداً لا يعرفها إلا "الروح" الذي سيعمل فيهم لتحقيقها.