جاكرتا، الجمعة 9 يوليو 2010 (zenit.org). – الإسلام الإندونيسي يتجدد ويعزز مظاهر الاعتدال والحوار والانفتاح والتعددية. يبدو أن هذه هي نوايا الزعيمين الجديدين لأكبر منظمتين مسلمتين في إندونيسيا "نهضة العلماء" و"المحمدية".
المحمدية – التي تدير المدارس والجامعات والنشاطات الاجتماعية ويتبعها حوالي 40 مليون نسمة، في المناطق المدينية وفي الطبقات الوسطى – تعقد مؤتمرها السادس والأربعين من الثاني ولغاية الثامن من يوليو، وتحتفل بمئوية نشأتها. هذه المنظمة التي أعيد انتخابها لولاية ثانية تمتد خمس سنوات، يرأسها دين شمس الدين، الزعيم الذي أثبت وطنياً ودولياً نيته الواضحة المدعومة بخيارات ملموسة في الاعتدال والحوار مع الجماعات الدينية والمجتمع والعالم السياسي.
في مارس 2010، انتخبت نهضة العلماء الرئيس الجديد أجيل سراج سايس الذي أعلن فوراً عن نواياه باتباع مسار زعيم نهضة العلماء السابق والرئيس الإندونيسي السابق عبد الرحمن وحيد، المعروف بـ "غوس دور". تجدر الإشارة إلى أن نهضة العلماء التي نشأت سنة 1926 هي تعبير عن الإسلام التقليدي، المتجذر بخاصة في المناطق الريفية، والمتميز تاريخياً بالانفتاح على الأقليات الدينية الأخرى.
من خلال القيادة الجديدة، وافقت المنظمتان على إدانة وعزل الجماعات الإسلامية المتطرفة (مثل جبهة الدفاع عن الإسلام) القائمة في إندونيسيا، والتي ترفع صوتها في بعض أحداث الترهيب أو العنف.
في اتصال مع وكالة فيدس، قالت فاليريا مارتانو، رئيسة جماعة سانت إيجيديو في إندونيسيا: "هذا التجدد المستمر يعطي أملاً لمستقبل من الوئام والسلام. المحمدية اختارت أن تسبق المؤتمر "ندوة من أجل السلام"، ووجهت دعوة إلى الممثلين عن مختلف الثقافات والديانات من حول العالم الذين حضروا أيضاً افتتاح المؤتمر. إنه دليل واضح على الانفتاح. كما أن نهضة العلماء تنظم لخريف 2010 تجمعاً دينياً تحت شعار "عائلة الله، عائلة الشعوب" للغايات نفسها. إن قلب الإسلام وجوهره في إندونيسيا يسيران على درب الحوار". وأضافت مارتانو: "إن الجماعات المتطرفة كجبهة الدفاع عن الإسلام قليلة جداً لكنها تثير مشاكل كبيرة. وتجد أحياناً أرضاً خصبة لها ضمن الجماعات الفقيرة والمهمشة. ففي إندونيسيا الحالية، يكمن وراء النمو الاقتصادي الكبير (5.7% من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من سنة 2010) تفاوت متزايد ومستتر بين الأثرياء والفقراء، مما ينذر باضطراب اجتماعي قد يتضمن أحياناً عامل الهوية الإتنية أو الدينية".
ووفقاً لتقرير صادر عن جماعة الأزمة الدولية في السادس من يوليو، فإن المشروع الجهادي سقط في إندونيسيا، والجماعات الجهادية الإرهابية ضعيفة ومنهزمة على الرغم من قدرتها على ارتكاب أعمال إرهابية.