البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم: "الإيمان الحقيقي إيمان فعل وليس إيمان كلام"

ويحض الشبيبة: “أنتم أمل الكنيسة، إن لم تعملوا فمن يعمل! إذا لم تهتموا أنتم فمن يهتم!”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الحميراء، سوريا، الاثنين 19 يوليو 2010 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي الخطاب الذي تلاه البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم لدى لقائه بالشبيبة السورية نهار السبت 17 يوليو الجاري في دير القديس جاورجيوس – الحميراء، ضمّ اللقاء أكثر من 700 شاب وشابة من بعض الأبرشيات.

* * *

يا أحبة، الكرسي الأنطاكي يبتهج بوجودكم جميعاً. اجتماعنا  هذا لن يكون اجتماعنا الوحيد أو الأخير، لكنه الأول لما سيأتي في المستقبل. الكنيسة مجموعة المؤمنين، يرى كل منهم الآخر فيتقوى به أو يقويه. لسنا مؤمنين لأجلنا نحن، نحن مؤمنون لأجل الكنيسة، التي لن يقوى عليها أحد. الكاهن هو المثال للإنسان الذي يحب الله، والذي يرى فيه أباً وليس أستاذاً. الكاهن هو “أبي”، ليس فيلسوفاً أو أستاذاً، بل من يفكر في، “يقربني”، وهذا هو الإيمان وليس في القناعات. القناعات تتغير كل يوم، لكن أبي يبقى إلى الأبد هو أبي. الإيمان بقدر المحبة. من يأتي إلى الكنيسة ليس للصلاة، لا يعني لي شيئاً. نحن لا نستعبد من أحد، بل نعبد الإله الواحد. أين هو الخلاص؟ الخلاص هنا. “أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي”، توجد عملية بناء. الله خلقنا على هذه الأرض، مهمتنا كبشر هي هنا، على هذه الأرض، ومحبتنا هنا. الرب يسوع تجسد ليعمل الخلاص على هذه الأرض، هنا يوجد العمل. قال لآدم وحواء: اذهبا إلى الأرض وأعملت فيها. التأمل في جمال الخليقة لا يكفي، نحن موجودون لنغير الدنيا. نحن نعمل على الأرض لنصل إلى السماء. نحن على صورة الله ومثاله، نحن مدعوون للمسؤولية هنا. الإيمان إيمان فعل وليس إيمان كلام. أنتم أمل الكنيسة، إن لم تعملوا فمن يعمل! إذا لم تهتموا أنتم فمن يهتم! قدموا أعمالكم ذبيحة للرب يسوع، لكي لا تصير الأرض بعيدة عن السماء. أهلاً وسهلاً بكم!

الأسقف هو مطران كل الأبرشية؛ كل خروج عنه هو تفكير انسحابي من الجماعة. الأبرشية جسد واحد، نتمنى ألا تعمل شبيبتنا كتل، الكتل تضرنا جميعاً لأنها تضرب الوحدة. هل نعمل حزب معين ولا نرجع للأسقف؟ لا نبشر بهذا ونبقى أرثوذكسيين. لا نعمل تخليدات حديثة العهد، ممكن أن نستغني عنها آخر المطاف. الكنيسة لها آلاف السنين، والأرثوذكسية دائماً ودوماً تتآلف والظروف. هيكلية الكنيسة معروفة: مطران ومنه الكهنة وهكذا. ليس عندنا قانون أو نظام، لدينا جنود برنامج عملهم نظام الكنيسة. نحن لا نعمل ككتل تنافس الكنيسة، منافسة الكنيسة خروج منها. كل الهرطقات فيها مفكرون ودارسون، المجامع المسكونية ردت عليهم وأعلنتهم مبعدين. الهدف هو أن نأتي ببعض إلى الكنيسة، أو نكون فقط من الذين يصنعون الضجة، نحن لا نتهم أشخاص، نحن نتهم الطريقة. الطريق لا يؤدي إلى الكنيسة إلا إذا كانت الكنيسة أولاً. نتمنى أن يبقى كل أصحاب النية الطيبة في الكنيسة وألا ينكروا وراء أحزاب، كرامةً لمن نعمل له، الرب يسوع نعرفه في الكنيسة. الصلاة في الكنيسة توحد وتعضد، كل واحدٍ والآخر.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير