فيصل آباد، الخميس 22 يوليو 2010 (Zenit.org) – – “رجال الشرطة يجوبون كل شوارع واريس بورا. وبعد اعتداءات الليلة الفائتة، الوضع يبدو متوتراً والعائلات المصابة بالذعر تحتمي في منازلها. أنا والكهنة الكاثوليك الآخرون أمضينا الليلة في الشوارع محاولين طمأنة الناس، وداعين المسيحيين إلى عدم الرد على العنف بالعنف”. ها ما قاله الأب الدومينيكي باسكال باولوس، كاهن رعية كنيسة الوردية المقدسة، في واريس بورا، إحدى ضواحي فيصل آباد، وذلك بعد ليلة أرق وخوف من وقوع مذبحة وتصميم على “بذل كل الجهود الممكنة لتلافي سفك الدماء”. وصرح الكاهن لوكالة فيدس بما يلي: “مع غروب الشمس، قام حشد مؤلف من حوالي 2000 ناشط إسلامي مسلح بشن اعتداء على مقاطعة واريس بورا المسيحية. أصبح الحشد خارج نطاق السيطرة، ودمرت المتاجر والشوارع. جرت عمليات إطلاق نار ونهب وإضرام نيران. جرح بعض المسيحيين، وكان من الممكن أن تكون الحصيلة أسوأ بكثير”.
لقد كان نهار أمس مأساوياً بالنسبة للمسيحيين في فيصل آباد. فالأخوان رشيد وسجيد إيمانويل اللذان ولدا من أبوين كاثوليكيين، واتهما بالتجديف، وأوقفا وحوكما وأسقطت عنهما كل تهمة، قتلا بوحشية لدى مغادرتهما المحكمة في فيصل آباد كرجلين بريئين وحرين بصحبة ضباط في الشرطة. فقد هاجم رجال مسلحون المجموعة، مما أدى إلى مقتل الأخوين وجرح أحد ضباط الشرطة المرافقين.
غصت الشوارع بالمسيحيين المذهولين الذين عبروا عن حزنهم وغضبهم. “كان التوتر العاطفي شديداً، وعلا الصراخ، ورشقت متاجر المسلمين بالحجارة”، حسبما قال الأب خالد رشيد عاصي، النائب العام لأبرشية فيصل آباد.
وجاءت ردة فعل المسلمين المتطرفين سريعة، فحث بعض خطباء المساجد المحليين الحشود المسلمة على “محاربة الكفار”، وثار 2000 ناشط في واريس بورا طوال الليل.
تابع الأب خالد قائلاً: “رحنا نحن الكهنة الأربعة ننتقل من منزل إلى آخر، ونطلب من المسيحيين عدم الرد، والتزام الهدوء، وتلافي حصول دوامة من العنف والثأر. لقد ذكرناهم بأننا: ننتمي للمسيح، ونحب السلام، ونسامح أعداءنا”.
تدخلت الشرطة لإعادة النظام، وفي هذا الصباح ترأس أسقف فيصل آباد جوزيف كوتس، جنازة الأخوين القتيلين. وإلى جانب الكاثوليك المحليين الخمسمئة الذين شاركوا في الجنازة، حضر الأب إيمانويل ماني، رئيس لجنة العدالة والسلام التابعة لأساقفة باكستان. وقال الأب خالد لوكالة فيدس: “خشي العديد من المؤمنين مغادرة منازلهم. وعبر بعض المواطنين المسلمين البارزين عن تضامنهم مع المسيحيين وأدانوا العنف.
الجدير بالذكر هو أن الأخوين نالا سر العماد في الكنيسة الكاثوليكية المحلية. كما أن رشيد التحق في الفترة الأخيرة بدورة مع فئة بروتستانتية استعداداً للتبشير بالكتاب المقدس.
واختتم الأب خالد قائلاً: “كانا بريئين. هما شهيدان. نحن نطالب فقط بالاحترام والسلام والمساواة والحقوق. ما دام قانون التجديف سارياً في باكستان، ستستمر هذه الفصول المأساوية”.