روما، الثلاثاء 27 يوليو 2010 (Zenit.org) – تقدر الكنيسة في الهند رغبة الحكومة في عدم استخدام وسائل إجبارية لوضع حد للنمو الديمغرافي، لكنها تحذر من وجود هذه الوسائل حتى ولو كانت مستترة.
فقد أعلن مؤخراً وزير الصحة الفدرالي، غلام نبي أزاد، أن دلهي “لن تستخدم القوة لوقف النمو السكاني”.
من جهته، كشف رئيس اللجنة الأسقفية للعائلة، المونسنيور أنخيلو غراسياس، لوكالة آسيانيوز أن “الإعلان مرض لكن الوقائع تناقضه”.
وشجب الأمر قائلاً أن الوظائف العامة لا توكل إلى الأشخاص الذين يزيد عدد أبنائهم عن الاثنين.
أمام هذا الواقع، ذكر الأسقف بأن الكنيسة تؤيد دوماً الأهالي الذين يقررون الاحتفاظ بالأجنة.
نمو بارز
يقدر أن عدد سكان الهند يرتفع سنوياً بنسبة 1.5%، وأنه سيتخطى عدد سكان الصين سنة 2050.
في الهند، يمكن مقارنة معدل النمو الحالي بمعدل النمو في الصين في السبعينيات عندما قررت الحكومة الماوية اعتماد قانون الطفل الواحد فارضة على الأزواج الصينيين المقيمين في المدن إنجاب طفل واحد فقط، وعلى المقيمين في المناطق الريفية إنجاب طفلين فقط.
بعد مرور ثلاثين عاماً على اعتماد هذه السياسة، برزت خطورة التداعيات الاجتماعية: فقد أضيف إلى عدد الفتيان الذين تفضلهم العائلات على الفتيات 100 مليون، ولم تعد إمكانية الزواج متوفرة لهم.
لربما تتخذ الحكومة الهندية موقفاً مؤيداً للحياة أمام مثل مشابه، وتعتمد سلسلة من التدابير لتلافي عمليات الإجهاض الانتقائية.
وأوضح المونسنيور غراسياس: “تستطيع الدولة وضع خطط، لكنها لا تستطيع تحديد عدد معين من الأطفال للعائلات، كما يحصل في الصين”، معتبراً أن قضية السكان “معقدة جداً. فهي ليست مسألة أرقام تتقلص إلى مجرد الاختيار بين اعتماد تدابير قسرية أو عدم اعتمادها”.
كما أشار المونسنيور غراسياس إلى خطأ نظرية مالتوس الذي اعتبر سنة 1798 أن الموارد الغذائية تستنفد في عالم يتزايد فيه عدد السكان.
على هذا الأمر، علق قائلاً: “خلافاً لتقديراته، أظهر الكوكب أنه يملك الموارد لتأمين الغذاء للجميع”.
كذلك، أشار إلى أنه يصعب تحديد مستوى الاكتظاظ السكاني في بلد ما، مذكراً بنمو أمم أكثر كثافة سكانية من الهند.
برأيه، يوجد رابط بين النمو الاقتصادي وزيادة عدد السكان. وقال أن معدلات الولادة في الدول الأكثر تطوراً تنخفض نسبة إلى غيرها، وأن السبيل الأفضل للحؤول دون ذلك لا يكمن في الحد من تزايد عدد السكان بل في التنمية.
في الوقت عينه، ذكر بخشية أمم عدة من الافتقار إلى عدد كاف من السكان. “لقد انتشرت “الشيخوخة الديمغرافية” في قسم كبير من العالم، وقد تستمر في التوسع. نرجو ألا تسير الهند على هذه الدرب لأنها تؤدي إلى الهلاك”.