للمطران عصام يوحنا درويش
سيدني، الخميس 2 ديسمبر 2010 (ZENIT.org). – نعيد في الخامس عشر من شهر آب / أغسطس لانتقال مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء وهو إعلان لعظائم الله في مريم: “لأن القدير صنع بي عظائم، واسمه قدوس..” (لو1/49) كما نسمي هذا العيد أيضا رقاد والدة الإله، والرقاد يشير هنا إلى شخص مازال حيا لكنه وصل إلى المقلب الآخر من الحياة الجديدة.
والدة الإله أو “ثيوتوكوس” كلمة يونانية تتألف من كلمتين “ثيوس” تعني الله و”توكوس” تعني الذي يحمل، الحامل، فالعذراء حملت الله في أحشائها كما قال القديس أتناسيوس الكبير (296-373) “إن الكلمة هو نفسه قد ولد بالجسد من مريم والدة الإله”. لقد تم إعلانها “والدة الإله” في المجمع المسكوني الثالث الذي انعقد في أفسس سنة 431 في أيا م الملك ثيودوسيوس الثاني.
عندما نقول مريم والدة الإله نعني مخطط الفداء التي أراده الله ووضعه للبشرية لكي تتأله، فهذا السر المكتوم منذ الأزل ظهر بيسوع المسيح، الله الابن الوحيد، الذي تجسد وصار إنسانا في أحشاء مريم والدة الإله ال “ثيوتوكوس” الفائقة القداسة. إن الله اختار فتاة لتكون الأقرب إليه وجعلها أمه على الأرض فال ثيوتوكوس” إذن هي بداية إيماننا وبداية خلاصنا “إن ابن الله قد اتخذ لنفسه جسدا من العذراء، لذلك حق للعذراء أن تُدعى والدة الإله” (غريغوريوس النيصي (330-395).
كتبت لكم هذه التأملات لأقول لكم أن العذراء مريم موجودة في صميم حياتنا وفي قلب إيماننا، ومسيرتها في الحياة هي مسيرتنا أيضا فعظائم الله رافقتها طوال حياتها وهذه العظائم ذاتها ترافقنا في أدق تفاصيل حياتنا.