مقابلة مع محام مدافع عن المسيحيين الباكستانيين
واشنطن، دي سي، الخميس 09 ديسمبر 2010 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة التي أجراها البرنامج التلفزيوني "حيث يبكي الله" الذي تبثه الشبكة الكاثوليكية للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع عون الكنيسة المتألمة، مع المحامي الباكستاني شهريار جيل الذي تعلم في الولايات المتحدة وكوريا، والذي يعمل كمحام مساعد في المركز الأميركي للقانون والعدالة.
***
س: هل ترى أن ازدياد التوتر على الصعيد الدولي وتفاقم الوضع مثلاً في العراق وأفغانستان يؤثران على العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في باكستان؟
جيل: إن عشرين سنة من قانون التجديف في باكستان طبعت في أذهان الناس فكرة قائمة على أن الموت هو عقاب التجديف على الإسلام. من هنا، بدلاً من اللجوء إلى المحكمة، ينفذ الناس القانون بيدهم. وبالعودة إلى سؤالك، أقول أن الإسلام ديانة ذات منحى جماعي مما يعتبر أمراً جيداً. ولكن في الوقت عينه، عندما يرى المسلمون هذه الحروب التي تشن ضد دولة مسلمة أخرى كالعراق أو أفغانستان، يشعرون بحس من المسؤولية والتضامن مع أولئك المسلمين ويحاولون الانتقام من المسيحيين المحليين لأنهم يعتبرون هؤلاء المسيحيين كعملاء أميركيين. برأيي، هذا هو أحد العوامل المهمة في ازدياد أعمال العنف المرتكبة ضد المسيحيين.
س: لقد تحدثنا كثيراً عن الصعاب وإنما لا بد أيضاً من وجود حالات دعم بين الجماعتين المسلمة والمسيحية أو حالات رحب بها المسلمون بالمسيحيين في منازلهم لتجنيبهم الخطر أو المعاناة؟
جيل: هناك العديد من المنظمات غير الحكومية المسلمة. إنها متحررة وراغبة في المساعدة، لكنها في الوقت عينه إن كانت مصممة على مساعدة المسيحيين أو أقليات أخرى، فهي بذلك تعمل ضد المسلمين مما يهدد وجودها. من هنا، نرى أن المنظمات التي تمثل هؤلاء الضحايا هي مسيحية بشكل أساسي. هذا وتعمل بعض المنظمات المسلمة مع الأخرى المسيحية لمساعدة المسيحيين.
س: إذاً، فإن المنظمات الشبيهة بمنظمتكم لا تؤدي فقط دوراً قانونياً، وإنما تؤدي أيضاً دوراً دفاعياً، مما يعتبر أمراً مهماً نظراً إلى أنه يضيف المزيد من الضغط مثلاً على الحكومة الباكستانية لاحترام القوانين وتشجيع هذه القوانين لصالح كافة الأقليات في باكستان؟
جيل: يؤمن المركز الأميركي للقانون والعدالة المساعدة القانونية للمنظمات الباكستانية التي نعمل معها. وقد كتبنا أيضاً للأمم المتحدة عريضة أظهرنا فيها أن كل هذه الأحداث تنتهك القانون الدولي، وأن باكستان مجبرة على مراعاة القوانين الدولية لحقوق الإنسان. نحن ملتزمون في النقاش العام أيضاً، وقد اجتمعنا مؤخراً بالمسؤولين عن السفارة الباكستانية وأعلمناهم بهذه الأحداث. أرجو أن يتحركوا لإنصاف الضحايا ومحاكمة مرتكبي الجرائم على أساس الدين.
س: كثيرون من المسيحيين المحليين استسلموا فحزموا أمتعتهم وغادروا. لم يغادر الشباب اليوم؟ وما نوع التهديد الذي يشكله هذا الأمر بالنسبة للمسيحيين في باكستان؟
جيل: لا بد لنا من تمكين المسيحيين المحليين في باكستان. والسبيل إلى ذلك يكمن في التربية. إن أفضل المدارس في باكستان هي مدارس مسيحية – كاثوليكية وأنغليكانية. وهي تؤمن أفضل تربية، لكنها توفر التربية لتلاميذ مسلمين بمعظمهم. إن لم توفر للمسيحيين تربية جيدة، فهم لا يحصلون على وظائف جيدة. فيبقون أميين. وبالتالي، لا يتمكنون من التأثير في المجتمع ويصبحون أهدافاً سهلة. وعندما يصبحون أهدافاً سهلة، يسهل استغلالهم لأنهم لا يستطيعون ملاحقة غيرهم. ولا يستطيعون الانتقام أو الدفاع عن أنفسهم.
س: هل من رجاء للمسيحيين؟ وهل من رجاء للبلاد؟
جيل: أجل، عندي رجاء وإنما ينبغي علينا طبعاً أن نصلي دوماً. نحتاج إلى صلوات كثيرة عن نية المسيحيين والمسلمين في باكستان، صلوات بخاصة للمسلمين لكيما يمنحهم الله البصيرة والمعرفة وروح التسامح. وأعتقد أن كل ذلك لا يصبح ممكناً إلا بقوة الروح القدس. وبعدها، نحن بحاجة إلى تربية وتمكين المسيحيين المحليين لكي يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم.
***
هذه المقابلة أجراها مارك ريدمان للبرنامج الأسبوعي "حيث يبكي الله" الذي تنتجه الشبكة الكاثوليكية للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع الجمعية الخيرية الدولية "عون الكنيسة المتألمة".
للمزيد من المعلومات، زوروا الموقع الإلكتروني التالي: www.WhereGodWeeps.org
نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)