الناصرة، إرث البشرية؟

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الندوة الدولية الأولى المكرسة للمدينة الإسرائيلية

روما، الجمعة 10 ديسمبر 2010 (Zenit.org) – “الناصرة: علم آثار وتاريخ وإرث ثقافي”. هذا هو شعار الندوة الدولية الأولى المكرسة لهذه المدينة الإسرائيلية والتي عقدت من 21 ولغاية 24 نوفمبر في فندق العين في الناصرة.

يعتبر رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي أن هذه الندوة هي الخطوة الأولى نحو إعلان مدينة الناصرة رسمياً كإرث عالمي للبشرية، حسبما أفادت بطريركية القدس للاتين، مذكرة بأن التماساً قدم بهذا الشأن لليونيسكو.

هذا اللقاء نظمته بلدية المدينة بالاشتراك مع مركز مريم الناصرية الدولي وجمعية الثقافة والسياحة، وبدعم من اللجنة الإسرائيلية لليونيسكو، والمركز الثقافي الفرنسي في الناصرة والمركز الثقافي الإيطالي في حيفا. 

من بين السلطات التي كانت حاضرة في الحدث، نذكر سفير فرنسا لدى إسرائيل، كريستوف بيغو، والنائب البطريركي في إسرائيل، المونسنيور جاسينتو بولس ماركوزو.

في تصريحات إلى وكالة زينيت، أوضح المسلم عمر مصالحة، أمين عام “منتدى السلام المتوسطي” وصاحب الاقتراح، أن هذا الاعتراف “سيكون أفضل سبيل لحماية المدينة ولمنع تبدلها وعصرنتها من تحطيم جوهرها”.

وقال: “الناصرة مدينة فريدة من نوعها. يجب أن تصبح مجدداً مدينة تنير العالم”، مبرراً بذلك عزمه على مطالبة البلدان العربية بدعم التماس الاعتراف بها في اليونيسكو، وموضحاً أنها بادرة “خالية من المدلولات السياسية”، وأنها مسألة ثقافية ودينية.

“أما منتدى السلام المتوسطي الذي يقع مقره في باريس والذي نظم جلسته الأولى في ليتشي الإيطالية، مع التحضير لجلسة أخرى في برينديزي، فإن هدفه يقوم على تعزيز ثقافة السلام والحوار، بخاصة بين المؤمنين، وإنما فعلياً بين الكاثوليك والمسلمين، نظراً إلى قيمهم المشتركة الكثيرة”.

وبحسب عمر مصالحة، فإن العذراء مريم التي يكرمها المسلمون يمكنها أن تؤدي دور مصالحة. ويوضح قائلاً: “في القرآن، يُذكر أن مريم العذراء هي المرأة التي تتصف بأكبر عدد من الفضائل. فالمسلمون يجلونها ويعبدونها كثيراً. وأعتقد أن مريم العذراء هي الرجاء والسلام والمحبة والحنان. يجب أن تمارس القيم التي تمثلها”.

كنز خفي

نشأت فكرة هذه الندوة الدولية من التحقق من أن الناصرة هي للجميع مكان معروف وذات أهمية رمزية كبيرة، وإنما مكان يبقى إرثه الكبير كنزاً خفياً.

ووفقاً للمونسنيور ماركوزو الذي كانت له مداخلة في افتتاح الأعمال، فإن قسماً ضئيلاً من سكانها ومن الباحثين والحجاج تمكن من اكتشاف ثروة وتنوع الأبعاد البيبلية والروحية والثقافية والتاريخية للمدينة.

وذكر النائب البطريركي في إسرائيل أن الناصرة بآثارها القديمة ومبانيها الأوروبية الحديثة، وكنيستها اليهودية المسيحية الأولى والحروب الصليبية حتى الحقبة العثمانية، تشكل للكنيسة المنبع والمصدر، كمكان التجسد.

وكانت كلمات النائب تعكس حماسة جميع المشاركين أمام ثروة الناصرة التي “يجب إدراكها ومعرفتها”، حسبما قال.

دورة مؤثرة ومثمرة

أقيم في الفندق الذي استضاف الندوة معرض لصور قديمة وجديدة، ولأكثر الأماكن إيحاء في المدينة.

وتخللت يومي المناقشات مداخلات لأكثر من 20 مسيحياً ويهودياً ومسلماً.

وإضافة إلى كلمة عمر مصالحة، المدير الأسبق للمديرية الفرنسية في اليونيسكو، كانت هناك كلمة للأب أوجينيو ألياتا، عالم الآثار في المعهد الفرنسيسكاني في القدس؛ وبيار بيرييه، الخبير في التقاليد الشفهية الشرقية في الإنجيل؛ والأستاذ رينزو رافانيان من معهد البندقية للثروات الثقافية، المكلف بترميم مواقع عديدة في الناصرة منها مغارة البشارة.

أمام حشود مصغية ومخلصة، عرض هؤلاء الخبراء الأبعاد الجغرافية والتاريخية للناصرة.

كما تحدثوا عن وضع التقدم والبرنامج المستقبلي للحفريات الأثرية، وعن مشروع سياحي ملائم للناصرة والأبحاث التاريخية والفنية المرتبطة بالبازيليك الحالية والكنيسة القديمة، وعن الصفحات المنسية في تاريخ القرن العشرين، وعن أصل اسم الناصرة الذي ما يزال غامضاً وعن مشتقاته.

اختتم اللقاء بزيارة موجهة برئاسة شريف صفدي الذي كشف عن بعض الكنوز المحلية مثل ضريح الصديق الذي يعود إلى القرن الأول، وواجهات المنازل التقليدية العثمانية الكبيرة وداخلها ونبع مريم (شعار المدينة).

واختتمت الجولة بزيارة إلى المنزل الذي يرقى إلى زمن المسيح، والذي اكتشف سنة 2009.

مركز مريم الناصرية الدولي

أرادت جمعية مريم الناصرية الراعية لهذه الندوة أن تقدم تقييماً للوضع الحالي للمعرفة التاريخية والأثرية بالناصرة، في فترة توشك فيها أعمال بناء مركز مريم الناصرية الدولي على الانتهاء، وقبل أشهر قليلة من افتتاحه المرتقب في 25 مارس 2011.

هذا المركز المبني في وسط الناصرة التاريخي قرب بازيليك البشارة يرمي إلى جعل الناس يكتشفون ويحبون الناصرة ورسالتها الأبدية الغنية، وبخاصة مريم في مركزي البشارة والتجسد، ويجعلونها مشعة في العالم أجمع.

وستوكل إدارة المركز والاستقبال والتنشئة البيبلية والروحية لجماعة الدرب الجديدة.

أما الشماس مارك هودارا المنتمي إلى هذه الجماعة والذي ينسق المشروع منذ سنوات، فقد ذكر بامتنان بالدعم الذي يلقاه المشروع من كنائس الأراضي المقدسة الاثنتي عشرة وبمساعدة عائلات الناصرة الكبيرة، وبدعم المونسنيور ماركوزو الذي يتابع المشروع منذ ب
داياته بثبات وانفتاح.

وقد شددت جماعة الدرب الجديدة التي ترتكز هبتها على الوحدة والمصالحة، على روح التفاهم والإرادة الحسنة التي تضم جميع المشاركين في هذه الندوة.

وحدة الناصرة

اختتم رئيس بلدية الناصرة الندوة متمنياً أن يصدر قريباً كتاب يحتوي على كل الكلمات التي تخللت الأعمال، وأعلن عن عزم البلدية على إعطاء منحة دراسية سنوية بقيمة 10000 دولار للباحث الذي يخصص أطروحة الدكتوراه للناصرة.

هذا وشدد منظمو الندوة على نجاح اللقاء وأعلنوا عن تصميمهم على تنظيم لقاء آخر خلال السنة المقبلة.

   

     

        

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير