سيدني، الاثنين 13 ديسمبر 2010 (ZENIT.org). – تبعت مريم يسوع حتى الصليب. لم تخف من مشهد الألم، لم تصرخ ولا التفتت إلى ذاتها. كانت تنظر إليه وكانت تؤمن بأن القيامة قريبة، تذكرت وهي تنظر إليه معلقا ما قال يوما لتلاميذه: "من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني"(لو9/23)
تعلمنا مريم وهي واقفة عند أقدام الصليب، أن ننسى ذاتنا وننظر بصفاء إلى أخوتنا البشر، ونفهم ألم الآخر ونتعاطف معه. لقد قاسمت يسوع ألمه وشاركته صليبه، هكذا يفعل من يحب، يتألم مع المتألمين، يفهم آلامهم، يرأف بهم ويحنو عليهم. إنها دعوتنا المسيحية.
عندما كان يسوع يقع تحت الصليب كانت أمه تسرع إليه، تقبله وتنهضه هي وسائر النسوة وعندما كان يتألم يتعزى بقبلاتها وعندما كان ينزف كانت تمسح دمه. هكذا هي العذراء، تحمل معنا صليبنا، تمسح دموعنا، تنهضنا عندما نضعف وتدعونا إلى التوبة وإلى طلب الغفران من يسوع
قال يسوع للرسول يوحنا وهو على الصليب: "هذه أمك" ولمريم: "هذا ابنك". بهذه الكلمات طلب يسوع من مريم أن تشمل أمومتها كل المسيحيين. لقد أعطانا يسوع أكبر نعمة وهي أن نكون أبناء وبنات العذراء، صارت العذراء أم الكنيسة وأم كل واحد منا. لقد أحبنا فأعطانا أما وطلب منا أن نتخذها مثالا لنا.