شرح القداس الإلهي

القسم الأول: مدخل

Share this Entry

المطران عصام يوحنا درويش

سيدني، الخميس 16 ديسمبر 2010 (ZENIT.org). –  – مقدمة

عندما نجتمع في الكنيسة لنحتفل مع الكاهن بالقداس الإلهي نحقق قصد الرب عندما تجسد وصار إنسانا مثلنا لأن المسيح أتى “ليجمع شملَ أبناءِ الله” (يو11/52). الليترجيا الإلهية أو الافخارستية هي “سر الجماعة” لذلك منذ بدايتها حتى نهايتها تعلن تحقيق وحدة شعب الله الذي يجتمع باسم المسيح، فالكنيسة مازالت تردد حتى اليوم قول المسيح: “حيثما اجتمعَ اثنانِ أو ثلاثةٌ باسمي، كنتُ هُناك بينهم” (متى18/20). إن المسيح حاضر دوما فينا لأننا الكنيسة، نحن في المسيح والمسيح فينا. لذلك يتطلع المؤمنون دوما إلى الوقت الذي يلتقون معا في الكنيسة ليؤكدوا أنهم الكنيسة وليعلنوا أنهم باجتماعهم حول المذبح يبنون الكنيسة. إن المذبح أو الهيكل الذي تقام عليه الذبيحة الإلهية هو رمز للمكان الذي تتحد فيه الأرض مع السماء. هذا الاتحاد هو غاية كل مسيحي وهدف حياته، لذا يبقى المؤمنون شاخصون إلى الهيكل طوال إقامة الذبيحة لأنه يرمز إلى الذي “لم تره عين ولم تصنعه يد البشر”.

عندما أنوي الذهاب إلى الكنيسة فهذا يعني أني ذاهب مع الأخوات والأخوة لنؤكد أننا نؤلف معا الكنيسة ولأننا نريد أن نصير معا جسد المسيح. بفضل موهبة الروح القدس ونعمته، يمثل الكاهن رأس هذا الجسد والمؤمنون يمثلون الجسد كله ورغم أننا خطأة لا نستحق كامل البرارة إلا أننا عندما نكون معا في الكنيسة نكون قديسين لأننا جسد المسيح وهو كامل القداسة.

2- ثياب الكاهن

قبل تهيئة القرابين يصلي الكاهن أمام الباب الملوكي صلاة الباب أو صلاة الدخول ويطلب من الله الرحمة والغفران وبأن يكون أهلا لهذه الخدمة. ثم يذهب إلى السكرستيا ليلبس ثيابه الكهنوتية وهو يصلي على كل قطعة منها طالبا من الروح القدس أن يحلّ عليه ويؤهله القيام بهذه الخدمة الإلهية. فالقميص الطويل (الاستيخارة) يرمز إلى الحياة الجديدة وهو حلة كل خدمة الهيكل فهم مدعوون مع أبناء وبنات الكنيسة إلى تجدد دائم بالمسيح وعندما يلبسها الكاهن يصلي ويشكر الله لأنه ألبسه ثوب الخلاص. أما البطرشيل فعلامة لكهنوت المسيح ورمز للنعمة التي تحل على الكاهن فعندما يلبسه يشكر الله على نعمة الكهنوت. وعندما يلبس الكُمّين تصير يداه ملكا للمسيح وعندما يرفع يمينه ويبارك يعني أن المسيح هو الذي يعطي البركة. أما الزنار فيرمز إلى طاعة الكاهن للمسيح واستعداه للخدمة. وأخيرا يلبس الأفلونية أو “المعطف” التي ترمز إلى مجد الكنيسة والكاهن عندما يلبسها يلبس البر والحق وهو منذ الآن يمثل المسيح “المُقَّرِب والمُقَرَّب” لذلك يشعر بفرح كبير لأنه قادم على عمل مقدس إذ أنه سيحول الكنيسة إلى مكان سماوي والهيكل المصنوع من حجر إلى عرش الله تفيض منه النعم السماوية. بعد لبس الحلة الكهنوتية يذهب الكاهن ويغسل يديه ويطلب المغفرة من الله فالذبيحة لا تتم إلا إذا تصالحنا مع الله ومع القريب. ثم يتوجه إلى هيكل التقدمة ليبدأ تحضير القرابين. 

3- تهيئة القرابين

قبل البدء بالليترجيا وبعد أن يلبس الكاهن حلة الاحتفال، يأتي بالقرابين والخمر إلى هيكل التقدمة، إنهما تقدمة الإنسان إلى الله، فكما أنه لا يعيش من دون الخبز والماء كذلك لا يمكن أن يعيش من دون هذا الخبز السماوي. يأخذ الكاهن أولا القربانة ويقطع منها قطعة كبيرة مربعة مكتوب عليها بالأحرف اليونانية: يسوع المسيح المنتصر وعندما تقطع تسمى الحمل وهي تمثل يسوع المسيح الذي يُمثل بدوره البشرية كلها فقد ذبح لأجل حياة العالم. ثم يقطع من القربانة قطعا صغيرة ويضعها في الصينية وهي تمثل العذراء مريم، والدة الإله، والقديسين، والمؤمنين الذين سبقونا فرقدوا على رجاء القيامة والذين من أجلهم نقدم الذبيحة. أما ما يتبقى من القرابين فيوزع على المؤمنين في نهاية القداس الإلهي.

ثم يسكب في الكأس يبارك خمرًا وماء ويبارك اتحادهما، بعد ذلك يبارك القرابين ويصلي من أجل الذين قدموها ويبخرها  ويضع عليها الأغطية كما يبخر كل الشعب.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير