روما، الجمعة 24 ديسمبر 2010 (Zenit.org) – وقع حوالي 100 برلماني فرنسي دعوة من أجل مسيحيي الشرق في عدد المجلة الأسبوعية الفرنسية Valeurs Actuelles (القيم الحالية) الذي صدر نهار الخميس. يقول البرلمانيون: “ينبغي علينا أن نتحرك في المدى القصير لنضمن على المدى الطويل أمن مسيحيي الشرق”.
وفي ملف كامل معنون “فلننقذ مسيحيي الشرق”، تنقل المجلة دعوات ماكس غايو، جان راسباي، جان كلود غيبو، برنار هنري ليفي، الأب باسكال غولنيش، المونسنيور لويس ساكو، جان دو فرانس، جاك جوليار، مارك فروماجيه وفريجيد بارجو.
بعد الاعتداء الدامي الذي حصل في 31 أكتوبر الفائت وأدى إلى سقوط 57 قتيلاً و67 جريحاً، من بينهم العديد من الأطفال، في كاتدرائية بغداد للسريان الكاثوليك، يتخوف البرلمانيون الفرنسيون من خطر زوال الجماعات المسيحية من الشرق الأوسط.
ويضيفون: “لا نستطيع أن نكون خاملين أو لامبالين أمام احتمال مماثل. يجب أن نتحرك على المدى القصير لنضمن أمن المسيحيين في الشرق على المدى الطويل. مع اقتراب عيد الميلاد، يزداد خطر رؤية تحول مسيحيي الشرق إلى أهداف لاعتداءات إرهابية”.
ويطالبون وزير الخارجية بالتدخل “لدى سلطات بلدان الشرق الأوسط المعنية، لمطالبتها باتخاذ تدابير أمنية خاصة حول الأماكن التي يقصدها المسيحيون خلال فترة الميلاد، لكي لا يتحول يوم العيد إلى يوم حداد جديد”.
كما يضيفون: “نذكر بأن التعبير عن آراء مسيحيي الشرق هو جزء من التقليد الدبلوماسي الفرنسي”. “فرنسا، وبحكم سياستها الخارجية المتوازنة، تتمتع بمصداقية كبيرة في هذه المنطقة من العالم ويمكنها أن تؤدي دوراً رئيسياً لحماية الأقليات المسيحية في الشرق”.
كذلك يشددون على أنها قادرة على الضغط لمطالبة البلدان المعنية بأن تكون الضامنة لممارسة الشعائر بحرية على أراضيها، والمدافعة عن الأقليات الدينية المهددة بالزوال.
ويذكر البرلمانيون أيضاً أن فرنسا استقبلت 1300 مسيحي عراقي منذ سنة 2007. “هذا الاستقبال ضروري وهو يكرم بلادنا. ولكنه لا يؤثر على عملية التصفية التي تستهدف اليوم مسيحيي الشرق”. “إن لم يتم التحرك لضمان أمنهم في بلادهم، فإن هجرتهم قد تتزايد بشكل مأساوي”.
إن كانت “الحلول السريعة” صعبة بسبب السياق السياسي والثقافي، فهم يطالبون الحكومة بـ “التحرك بعزم وثبات لدى السلطات الدولية لجعل حماية الأقليات الدينية أولوية”.
“ينبغي على فرنسا أن تستخدم قوة تأثيرها لكي تعترف البلدان المستلهم قانونها من الشريعة الإسلامية بحق كل إنسان في ممارسة حرية الضمير”.
“ختاماً، ينبغي على بلادنا التي هي عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن تأخذ بادرة مشروع حل يتخطى التصريح الملطف الذي جاء عقب الاعتداء الذي حصل في عيد القديسين في بغداد، حتى ولو أنه يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح”.
يدعو البرلمانيون مجلس الأمن إلى إعادة التأكيد على “حق كافة الأقليات في ممارسة ديانتها بحرية وفي أجواء آمنة”. “يجب ألا يُجبر مسيحيو الشرق على الاختيار بين الاهتداء والموت والنفي”.
ختاماً، يذكرون بأهمية الأقليات الدينية في الشرق الأوسط والأدنى: : “إن العمل من أجل الحفاظ على وجودهم هو العمل من أجل السلام”.