بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الاثنين 20 ديسمبر 2010 (ZENIT.org). – اعترف البابا بندكتس السادس عشر بمسؤولية الكنيسة في موضوع الاعتداءات الجنسية التي قام بها بعض الكهنة الكاثوليك، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال المشينة تمت بسبب نقص الأخلاق وبسبب النسبية السائدة.

جاءت كلماته في معرض الخطاب التقليدي أمام الدائرة الرومانية خلال تقديم معايدة الميلاد المجيد، حيث التقى اليوم الاثنين ببمثلي الدائرة الرومانية ومديرية الفاتيكانية.

وقد احتل موضوع الاعتداءات الجنسية على القاصرين القسم الأول والأهم من خطاب البابا.

وقال الأب الأقدس: "نحن ندرك كم أن هذه الخطيئة التي ارتكبها بعض الكهنة هي فادحة، وكم علينا من المسؤولية في هذا الشأن".

وأضاف: "لكننا لا نستطيع أن نغفل عن إطار زمننا الذي حمل على هذه الحوادث".

وفي هذا الإطار أشار الأب الأقدس إلى "سوق الدعارة الذي يجرف الأطفال، والذي يعتبره المجتمع رويدًا رويدًا وكأنه أمر عادي".

واعتبر البابا أن حالة الدمار النفسي التي يقع فيها الأطفال بعد أن يتم اعتبارهم سلعًا هي علامة أزمنة مرعبة".

وتابع الأب الأقدس قائلاً: "كل لذة تضحي غير كافية والإفراط في خداع النشوة يضحي عنفًا يمزق مناطق بأسرها، وهذا باسم سوء فهم لمعنى الحرية، حيث يتم تحطيم حرية الإنسان بالذات".

وشرح الأب الأقدس أنه لأجل مقاومة هذه النزعات لا بد من النظر في ركائزها الإيديولوجية، وشرح أنه في سبعينيات القرن الماضي اعتبر البعد أن البيدوفيليا هي مطابقة لطبيعة الإنسان ولطبيعة الطفل حتى، ولكن هذا الأمر – بحسب البابا – هو انحراف لمعنى الأخلاق في جذورها.

كما وانتقد بعض التصريحات التي سادت في الكنيسة الكاثوليكية حيث كان يقول البعض أن ما من شيء صالح أو سيء، هناك بالحري ما هو أفضل وأسوأ، ومعيار الحكم هو الأوضاع التي ترافق الأمر والغاية المرجوة.

وعليه تم استبدال الأخلاق بتقييم للنتائج... وأردف الأب الأقدس: "إن نتائج هذه النظريات هي واضحة اليوم".

وشبه البابا حالة اليوم بحالة الانحطاط التي كانت تمر فيها الإمبراطورية الرومانية، وذكر في الوقت عينه ما فعله يسوع عندما كان نائمًا في القارب وهاج البحر، كيف وبّخ تلاميذه لنقص إيمانهم. وقال الأب الأقدس: "أحيانًا كثيرًا إيماننا يكون نائمًا" ولذا يجب أن نطلب إلى يسوع "أن يوقظنا من نوم إيمان مرهق وأن يعطي إيماننا قدرة أن يزيح الجبال، أي أن يعطي العالم النظام المناسب".