معرفة الذات من خلال الاعتراف بالآخر

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

روما، الأربعاء 16 فبراير 2011 (ZENIT.org). – من الأهمية بمكان أن نعي أن التكامل الذي يبينه لنا الفصل الثاني من سفر التكوين ليس تعبيرًا عن التكامل الجنسي (العضوي) فقط. فالنص يتحدث عن “ها-آدام” أي حرفيًا الأرضي ولا عن الذكر.

والأمر الجميل أيضًا أنه لا يتم الحديث عن ذكر وأنثى أو رجل وامرأة إلا عندما يتعرف الأرضي على الآخر كامرأة فيسميها “عيشة”، وفقط بعد اعترافه بالمرأة يتعرف على نفسه كـ “عيش”، كرجل حي.

ولذا يقول أحد اللاهوتيين أن الزواج هو هبة الذات من قبل شخص يحقق فيها ذاتية الشخص الآخر. من خلال هبة الذات يتم السماح للشخص الآخر أن يتوصل إلى حقيقة ذاته. الذكر-الرجل يسمح للأنثى أن تضحي امرأة؛ والأنثى-المرأة تسمح للذكر أن يضحي رجلاً، أن يصبح رجُلها. من خلال هبة الذات يرسم الشخص معالم الشخص الآخر، يكمل الآخر ومن خلال تكميل الآخر يكمّل ذاته.

نلفت الانتباه إلى أن كلمات الرجل الأولى في كل الكتاب المقدس هي: “هذه المرة هي لحم من لحمي وعظم من عظامي، ستدعى امرأة لأنها من امرء أُخذت”. يقول الكتاب قبل ذلك أن الإنسان أعطى الأسماء للحيوانات، ولكنه لا ينقل لنا ما يقوله الإنسان. فقط أمام آخر شخصاني-بشري يضحي الإنسان بالفعل كائن-الكلمة، كائن اللوغوس.

تعليقًا على هذا الأمر يقول بعض المفسرون القدماء أن البشري في تفوهه بهذه الكلمات هو النبي الأول، وما يقوله هو النبوءة الأولى، نبوءة التكامل، فهو بالحقيقة يقرأ وينطق بمشروع الله الذي هو مشروع شركة وتكامل.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير