العائلة والبابا يوحنا بولس الثّاني (3)
زوق مصبح، الثلاثاء 5 أبريل 2011 (Zenit.org). – مع اقتراب تطويب البابا يوحنا بولس الثاني يسرنا أن ننشر مقالة قيمة للأباتي الدكتور سمعان أبو عبدو رئيس عام الرهبنة المارونية المريمية تبين الاهتمام الخاص الذي كرسه كارول فويتيوا للعائلة، وفكره العميق في هذا المجال. وإلى القسم الثالث من المقالة:
* * *
3- الإصدارات: إرشادات ورسائل
ومن بين المراجع والخطابات والمواقف والنداءات كان أيضاً للبابا يوحنا بولس الثّاني عدّة رسائل وإرشادات حول الزواج والعيلة والشباب والمرأة، والأطفال والمسنّين والشباب والدفاع عن الحياة في كلِّ مراحلها، حيث أصدر:
أ- رسالة رسولية: “الى جميع شباب العالم”، 1985، في مناسبة السنة العالمية للشباب.
ب-رسالة رسوليّة: “كرامة المرأة”، 1988، في مناسبة السنة المريميّة.
ج- إرشاد رسولي: “تألّق الحقيقة”، 1993 حول بعض القضايا الأساسيّة المتعلّقة بتعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة في الأخلاق.
د- رسالة “الى الأولاد”، 1994، في مناسبة السنة العالميّة للأسرة.
ه- “رسالة إلى الأسر”، 1994، في مناسبة السنة العالميّة للأسرة.
و- “رسالة “الى النّساء”، 1995، في مناسبة إنعقاد المؤتمر العالميّ الرابع حول المرأة في بكين.
ز- رسالة عامة، “إنجيل الحياة”، 1995.
ح- رسالة “الى المسنّين”، 1999.
هذا الكمّ من الرسائل والتعاليم يدلّنا إلى أيّ مدى كان البابا يوحنا بولس الثّاني يحمل همّ العائلة، ويريد من الجميع أن يساهموا في بناء هذه المؤسّسة الجوهريّة والدفاع عنها.
من خلال رسائله يعلّمنا أنّ العائلة هي المدرسة الأولى للحياة والإيمان، مدعوّة لتربية الأجيال الجديدة على القيم الإنسانيّة والمسيحيّة.
يحدّثنا عن أوّليّة وأهمّية العائلة، إذ إنّها الطريق الوحيدة على الإطلاق التي لا يستطيع الكائن البشريّ أن يحيد عنها. فالأسرة البيتيّة هي رمز أو تصغير “للأسرة البشريّة” التي نتحدّث عنها عندما نشير إلى مجموعة البشر الذين يعيشون في العالم.
إنّ ابن الله، الإبن الوحيد يسوع المسيح، دخل تاريخ البشريّة من خلال العائلة، لأنّه هو نفسه اختارها ليولد ويترعرع فيها. وهكذا، فلسرّ تجسّد الكلمة الإلهيّ علاقة وثيقة بالأسرة. ومن هنا ترى الكنيسة أنّ خدمة العائلة هي من مهمّاتها الجوهريّة، وبهذا المعنى تقوم “طريق الكنيسة” على الإنسان والأسرة معاً.
دافع عن الحياة بكلّ قوّة وقال: إنّ العائلة هي “حرم الحياة”، والحياة مقدّسة، فهي تنعم بحضانة منقوشة منذ البدء، في قلب الإنسان وفي ضميره. “فالإجهاض المفتعل قتلٌ متعمّدٌ ومباشر، أيّاً كانت طريقته، يستهدف كائناً بشريّاً لا يزال في الطّور الأوّل من وجوده، في الفترة ما بين الحمل والإنجاب”[1] ، وقف البابا موقف المدافع الشجاع عن حياة الإنسان ضدّ كلّ القوانين التي تستبيح قتله عمداً، حيث نوّه بأنّ “الإجهاض والقتل الرحيم هما إذاً من الجرائم التي لا يجوز لأيّ قانون بشريّ أن يدّعي تشريعها. مثل هذه القوانين لا تُلزم الضمير، لا بل تحمّل المواطنين واجب التصدّي لها، بالإعتراض الضميريّ، وهو واجب خطير ودقيق”[2]. الحياة بالنسبة لقداسة البابا مقدّسة ومهمّة في كلّ مرحلةٍ من مراحل العمر، ولا تفقد شيئاً من كرامتها إذا تعرّضت لحالات المرض والشيخوخة أو كانت ما تزال في بدايتها. وذلك أنّها تُفهَم بالعودة الحصريّة إلى الإنسان، بل باتّصالها بخالقها.