بقلم مارين سورو
روما، الخميس 05 مايو 2011 (Zenit.org) – أثنى بندكتس السادس عشر على أهمية دور وسائل الإعلام “في تقدم ونمو الأفراد والمجتمع” داعياً الصحافيين إلى خدمة الحقيقة من خلال “أنباء صحيحة ومتوزانة”.
خلال استقبال المشاركين في الجمعية السابعة عشرة للاتحاد الأوروبي للبث الإذاعي والتلفزيوني في 30 أبريل الأخير في كاستل غاندولفو، تمنى البابا أن يظهروا استقامة مهنية كبيرة، وأدباً واحتراماً.
في هذه الكلمة الموجهة بالفرنسية والانكليزية، أثنى البابا على “الإمكانيات الاسثنائية التي يمتلكها عالم الاتصالات من أجل تقدم ونمو الأفراد والمجتمع”. وذكر برسالة العاملين في هذا المجال: “تعزيز اللقاء والحوار”، “خدمة الجماعة البشرية”، و”الإسهام في النمو السلمي للمجتمع”.
مع ذلك، ذكر بندكتس السادس عشر بـ “الصعاب” و”المخاطر” الكامنة في نمو الوسائل الاجتماعية، في مجتمع “تكون فيه القيم الأساسية لمصلحة البشرية مهددة” ويكون فيه الرأي العام الذي تعظم أهمية عملها في تكوينه “مبلبلاً ومقسماً في معظم الأحيان”.
إن مهمة المحطات الإذاعية والتلفزيونية التي تقوم على إعطاء “معلومات صحيحة ومتوزانة” يومياً تستلزم “استقامة مهنية كبيرة وأدباً واحتراماً”، بحسب البابا، وإنما أيضاً “وضوحاً في معالجة المسائل، وحرية في ما يتعلق بالعوائق الإيديولوجية، ووعي بالمشاكل المعقدة”.
أمام أعضاء الاتحاد الأوروبي للبث الإذاعي والتلفزيوني الذين اجتمعوا بمبادرة من إذاعة الفاتيكان لمرور 80 عاماً على تأسيسها، ركز البابا على الإسهام الذي تقدمه الكنيسة الكاثوليكية بـ “انفتاح وروح من الحوار”. ذلك لأن “الدين لا يسيء استعمال سلطته إزاء غير المؤمنين، بل يساعد العقل في اكتشاف مبادئ أخلاقية موضوعية”، حسبما أضاف مذكراً بكلمته في قاعة ويستمنستر في لندن خلال شهر سبتمبر الأخير.
أضاف: “أدعوكم إذاً إلى السعي إلى تعزيز وتشجيع الحوار بين الإيمان والعقل في مناطق نفوذكم” و”في سياق خدمة المصلحة العامة الوطنية”. إنه عمل صعب بالتأكيد “لكن تحديات العالم المعاصر الذي تهتمون به هي مهمة وملحة جداً وبالتالي لا يمكن أن تدفعكم إلى الإحباط والاستسلام أمام هذه الصعاب”.
وذكر البابا بتأثير وسائل الإعلام في التغيرات الحاصلة في بلدان البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى.
“نحن نعلم أن طرق التواصل الجديدة أدت وما تزال تؤدي دوراً ليس ثانوياً في هذه العمليات. أحثكم على وضع اتصالاتكم الدولية ونشاطاتكم في خدمة تأمل والتزام لكي تؤدي وسائل الاتصالات الاجتماعية إلى خدمة الحوار والسلام وتنمية الشعوب المتضامنة، بتجاوز المسافات الثقافية، الريبة والمخاوف”.
ختاماً، شكر بندكتس السادس عشر وسائل الإعلام التي تغطي بانتظام أنباء الكرسي الرسولي، بخاصة خلال أعياد الميلاد والفصح وخلال الرحلات البابوية الدولية. “وبالنسبة إلي وإلى الكنيسة الكاثوليكية، أنتم إذاً حلفاء وأصدقاء مهمين في رسالتنا”.