سكرتير غبطة بطريرك الأقباط الكاثوليك

روما، الاثنين 23 مايو 2011 (zenit.org). - في المرة السابقة ذكرنا شهادة أوريجانوس عن الأفخارستيا في مصر بين سنة (200 – 250). سنستعرض الان شهادة ديونيسيوس الكبير، بابا الأسكندرية عن الأفخارستيا (250 – 264).

 القديس ديونيسيوس الكبير  تلميذ العلامة أوريجانوس. لقبّه القديس أثناسيوس، "معلم الكنيسة الجامعة" ترأس مدرسة الإسكندرية سنة 233م ثم صار بطريركاً سنة 246، وهو البطريرك الرابع عشر في عداد بطاركة الكرازة المرقسية. أثناء الاضطهاد سنة 250م هرب من المدينة لكن قُبض عليه رغم ذلك، ولكنه هرب من معتقليه واختبأ ثم عاد سنة 251م. ثم عاد فاليريان ونفاه سنة 257م، ولمَّا عاد واجه الحرب والمجاعة والطاعون ومات شيخاً سنة 264م. تُعيِّد له الكنيسة الغربية في 17 نوفمبر، ولكن بالخطأ تحول العيد الى 3 أكتوبر مع باقي الشهداء الذين ماتوا أثناء الاضطهاد. عيده في الكنيسة القبطية هو في 3 توت (31 أغسطس حسب التقويم اليولياني).

معروف عنه انه لاهوتي كبير. وقد كان مرجعا لعديد من الاساقفة: هناك رسالة الى أسقف بنتابوليس، ليبيا، الاسقف باسيليدس، وفيها يرد على اسئلته فيما يخص ميعاد إقامة عيد الفصح والإفطار والعديد من الاسئلة فيما يخص الطهارة والاعتراف.

من هذه الرسالة وغيرها من كتاباته نستطيع ان نستخلص بعض الشهادات فيما يخص الأفخارستيا، ومنها ان الكنيسة كانت تجتمع حول الأسقف وحوله فقط.

أثناء فترة الاضطهادات لم تتوقف الاجتماعات، بالعكس فقد كان الاسقف يوصي بأن يحتفل بالافخارستيا مع شعبه كي يشدده ويحضره للإستشهاد.

كان يحتفل بالفصح طوال الليل، ويتم الإفطار مع طلوع الفجر، وقت ظهور الرب للتلاميذ.

على من يتقدم للإحتفال بالافخارستيا ان يكون متطهرا ومعترفا بخطاياه.

كان المؤمنون يقفون حول المائدة المقدسة ليأخذوا المناولة. كانت المناولة تتم على مرحلتين: الأولى يستلم فيها المؤمن نصيبه من الجسد المقدس في يديه، وبعد ذلك يتناوله بنفسه. من بعد ذلك يتم شرب الدم المقدس.

كان من الاساسي الصلاة لاجل الملك، حتى لو كان يضطهد المؤمنين.

الشيء الجديد في شهادة ديونيسيوس الكبير، إعترافه بمؤلفات بعض الاساقفة للالحان الطقسية التي وُضعت في القداس كي تصاحب اوقات التناول الطويلة. على سبيل المثال الاسقف نيبوس، اسقف الفيوم، قد الف أبصلمودية للتسابيح داخل الكنيسة واعترف بها ديونيسيوس. هكذا يظهر بدء ترتيب الالحان الطقسية الكنسية داخل القداس، مع ثبات هيكلية القداس وترتيبه.

هذا ما نستطيع ان نستخلصه عن الافخارستيا، من كتابات ديونيسيوس الكبير. في المرة القادمة سنستعرض لشهادة القديس أثناسيوس الرسولي (318 – 373)، عن الافخارستيا.