بكركي، الأربعاء 11 مايو 2011 (ZENIT.org). –  في الحادي عشر من شهر أيّار سنة 2011، عقد اصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكليّ الطوبى، ومشاركة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة ، وفي نهاية الاجتماع أصدروا البيان التالي:

        لقد توقّف الآباء على حدثين كنسييّن مميّزين عاشتهما الكنيسة المارونيّة خلال الشهر المنصرم:

1 . الحدث الأوّل هو زيارة غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكرسي الرسولي، يرافقه عدد من المطارنة والرؤساء العامين، والكهنة، والمؤمنين والشخصيّات الرسميّة من مختلف الطوائف، وفي طليعتهم ممثل فخامة رئيس الجمهوريّة، للاحتفال بتثبيت الشركة الكنسيّة مع قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، وزيارة الدوائر الفاتيكانيّة. وقد لقي الوفد اللبنانيّ احتفاءً أبوياً مميزاً من قبل صاحب القداسة وكلّ المسؤولين في حاضرة الفاتيكان.

2 . أمّا الحدث الثاني فهو تطويب البابا يوحنا بولس الثاني الذي شارك فيه غبطة البطريرك على رأس وفد كنسيّ من بلدان مختلفة، إلى جانب وفد لبنانيّ تمثّل فيه فخامة رئيس الجمهوريّة باللبنانيّة الأولى، وعبّروا عن تقدير اللبنانيين لكلّ ما فعله الطوباويّ الجديد للدفاع عن وطنهم وحمْلِ قضيتِه أمام المحافل الدوليّة، واعتبارِه اكثر من وطن، اعتبارِه رسالة حرية وحوار وسلام لكلّ الشعوب.

3. ما زال اللبنانيّون يعانون من الأوضاع المقلقة التي تعصف بوطنهم والبلدان المجاورة، وتنعكس عليهم احداثا أمنية مؤسفة، واحوالاً معيشيّة متعثّرة ، وجموداً اقتصاديًا مربكًا، وتعطيلاً شبه كلّي لمراكز القرار والسلطة؛ لذا يناشد الآباء جميع المسؤولين رصّ الصفـوف، والاسراع في تشكيل حكومة تتحمّل المسؤوليّة في معالجة شؤون المواطنين، ودرء الخطر عن الوطن، وضمان مستقبل كلّ أبنائه ولا سيّما الأجيال الطالعة من بينهم.

4. إن اللقاء الذي عقده بعض القادة الموارنة في بكركي، بناءً على دعوة صاحب الغبطة وبرئاسته، قد ترك ارتياحًا كبيرا لدى المواطنين، وأملاً وطيداً في امكانية التعالي على الجراح، والتقدّم في مسيرة المصالحة الوطنيّة والمسامحة المتبادلة، وشبك الأيدي في سبيل ترسيخ وجود المسيحيين في لبنان والمنطقة، وتعزيز دورهم في بناء مجتمعات صالحة على اسس العدالة والمحبة واحترام الانسان.

5 – يتطلع الآباء بفرح وأمل إلى عقد القمة الروحيّة الإسلاميّة المسيحيّة غداً في الصرح البطريركيّ، ويتمنّون لهذه القمّة أن تعطي دفعاً للوحدة الوطنية الحقّة، وأن يسعى المشاركون فيها دائمًا إلى العمل معاً على ترسيخ العيش المشترك بين جميع أبناء هذا الوطن، مع احترام تعدّد انتماءاتهم الدينيّة والثقافيّة والاجتماعيّة، والإلتزام بثقافة الحوار الذي يحترم وجهات النظر المختلفة، ويستهدف تحقيق الوفاق والخير العام.

6. في زمن القيامة، يدعو الآباء جميع أبنائهم إلى تجديد رجائهم بالمسيح المنتصر على الخطيئة والموت. وفي هذا الشهر المكرّس لإكرام والدة الاله العذراء مريم، يدعونهم إلى المثابرة على الصلاة والتقشف والتوبة، والتردّد على المزارات المريميّة ومقامات القدّيسين، طالبين بشفاعتهم ان يمن ّ الله على وطننا ومنطقتنا بالأمن والسلام، وعلى شعوبنا بالطمأنية والمحبة والوئام.