الحلقة رقم 24: ما بعد الاعتراف

سيدني، الاثنين 30 مايو 2011 (ZENIT.org). – عبر الاعتراف للكاهن نحن نعترف لله وللكنيسة والرب هو الذي يمنحنا الغفران ولا بد لنا أن نعرف بأن التوبة مرحلة دائمة في الروحانية المسيحية، تتخطى المثول أمام الكاهن وكشف ضميرنا له، إنها تحضير مباشر للدينونة عندما يفتح الله الكتب وتُعلن أعمالنا أمام الجميع ويقول للذين عملوا الصالحات: "تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم" (متى25/34). وبما أننا لا نعرف متى يأتي السارق، يدعونا الرب لتوبة مستمرة، حتى إذا انتقلنا من هذه الحياة ندخل إلى المدينة السماوية ونكون من الذين "كُتبوا في سِفرِ الحياة، سِفرِ الحمل" (رؤيا21/27)، أو كما يقول القديس بولس "أعدَّ الله للذين يُحبُّونَه كُلُّ ما لم تره عين ولا سَمِعَت به أُذنٌ ولا خَطَرَ على قَلبِ بَشَر" (1كور2/9).

عندما رأى يسوع الجموع، صعد الجبل وأخذ يعلم قائلا: "طوبى لِفُقراء النُفوس.. طوبى للوُدَعاء.. طوبى للرُحماء.. طوبى لأطهارِ القلوب.. طوبى للساعين إلى السلام فإنَّهم أبناءَ الله يُدعَون" (متى5/1-12). هذه هي حال الذين يخرجون من كرسي الاعتراف فهم من جديد أبناء الله ولهم ملكوت السماوات، إنهم يتمتعون فعلا بالسلام الداخلي، لأنهم التقوا ثانية بيسوع المسيح مثلما التقاه بولس الرسول على طريق دمشق وكما بدّل هذا اللقاء حياة بولس، يُبدل الاعتراف حياتنا فنختبر ما قاله: "أحبني وضحّى بنفسه من أجلي" (غلا2/20).

بعد الاعتراف نشعر إذن بفرح وانفراج وتجدد، فالعالم يبدو لنا جديدا، ونظرتنا لأمور حياتنا تتغير، لقد استعدنا صورة الله فينا وتجددت شركتنا بالروح القدس. فلنشكر الله على هذه النعمة العظيمة التي منحنا إياها فكما قال عن العشار الذي كان يردد "اللهم ارحمني أنا الخاطئ" (لو18/14) يقول لنا أننا بعد الاعتراف نعود إلى بيتنا مُبررين.