الإنجيل أعظم قوة مبدّلة في العالم، بحسب البابا

لقاء في البندقية مع عالم الثقافة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

مع عالم الثقافة

بقلم مارين سورو

روما، الاثنين 09 مايو 2011 (Zenit.org) – في سبيل الإيمان بمستقبل أفضل وبنائه، ضمن مجتمع يميل إلى التفكك، دعا بندكتس السادس عشر إلى عدم الخوف من الإنجيل الذي لا هو “خيال ولا إيدولوجية” بل “أعظم قوة مبدّلة في العالم”.

اختتم البابا رحلته الرسولية الثانية والعشرين إلى إيطاليا بلقاء جمعه في الثامن من مايو في بازيليك القديسة مريم للصحة مع الممثلين عن عالم الثقافة والفن والاقتصاد في البندقية وإقليمها.

وإذ أكب البابا على التأمل في ثلاث كلمات مرتبطة بالبندقية: “المياه”، “الصحة” و”الهادئة”، دعا البندقية إلى الاختيار بين “مدينة سائلة” أي زائلة أو متقلبة وتجديد “جمالها باستمرار غارفة من المنابع الخيرة للفن والمعرفة والعلاقات بين البشر وبين الشعوب”.

“مدينة المياه أي البندقية تدفع إلى التفكير في عالِم اجتماعي معاصر عرف مجتمعنا بـ “السائل” والثقافة الأوروبية بالطريقة عينها: ثقافة “سائلة” للتعبير عن “ميوعتها”، عن استقرارها الهش وربما عن انعدام استقرارها، وتقلبها وربما التقلب الذي يميزها”، حسبما قال بندكتس السادس عشر.

من دون أن يذكر الاسم، لمح البابا هنا إلى العالم الاجتماعي البولندي زيغمونت بومان الذي ولد سنة 1925 في بوزنان (بولندا)، والذي نظراً إلى أنه يهودي، أجبر على مغادرة بولندا سنة 1968 خلال الاضطهادات المعادية للسامية وذهب إلى انكلترا. نمى في ذهنه فكرة مجتمع “سائل” تتفكك فيه الروابط بفعل ما يفرضه مجتمع الاستهلاك.

في كلمته، يقول البابا: “لا بد من الاختيار بين مدينة “سائلة”، وطن ثقافة تبدو أكثر فأكثر كثقافة ما هو نسبي وزائل، وبين مدينة تجدد دوماً جمالها غارفة من المنابع الخيرة للفن والمعرفة والعلاقات بين البشر وبين الشعوب”.

بالإشارة لاحقاً إلى كلمة “salute” أي صحة، تحدث البابا عن واقع يشمل أموراً عدة: “ينطلق من التمتع بصحة جيدة تسمح لنا بالعيش بصفاء يوم دراسة وعمل أو عطلة وصولاً إلى salus animae التي يتعلق بها مصيرنا الأبدي. الله يهتم بكل ذلك من دون أن يستبعد شيئاً. يهتم بـ “صحتنا” بكل معنى الكلمة”.

ختاماً، علق على الكلمة الثالثة: الهادئة، اسم جمهورية البندقية وإنما أيضاً اسم الحاضرة السماوية، أورشليم الجديدة، “الغاية التي تهز قلب البشر وتقود خطاهم”.

وإذ استشهد بالوثيقة الرعوية “فرح ورجاء”، ذكر بأن “الإنسان لا يستفيد أبداً إذا ربح العالم وخسر نفسه”. في عالم “يتم فيه حجب التفاؤل” و”يكون فيه الرجاء متأزماً”، يدعو إلى تذكر الروح التي ترك بها آباء المجمع هذا التعليم: بعد أن كانوا شهوداً على حربين عالميتين وعلى أنظمة شمولية، “لم تكن وجهات نظرهم مفروضة من قبل تفاؤل سطحي وإنما من قبل الإيمان المسيحي الذي ينعش الرجاء”.

وأضاف: “من هنا، يخبرنا اسم “الهادئة” عن حضارة السلام القائمة على الاحترام المتبادل، المعرفة المتبادلة، وعلاقات المودة”.

وتابع البابا: “تتمتع البندقية بتاريخ طويل وإرث بشري وروحي وفني زاخر مما يسمح لها اليوم أيضاً بتقديم إسهام ثمين لمساعدة البشر في الإيمان بمستقبل أفضل والالتزام ببنائه”.

ختاماً قال: “وإنما لذلك، يجب عدم الخوف من عنصر رمزي آخر موجود في شعار القديس مرقس: الإنجيل”. “الإنجيل هو أعظم قوة مبدّلة في العالم، ولكنه ليس خيالاً ولا إيديولوجية. كانت تسميه الأجيال المسيحية الأولى “الدرب” أي طريقة العيش التي اعتمدها المسيح أولاً والتي يدعونا إلى اتباعها”.

وعقب الاحتفال، حرص البابا على توجيه التحيات إلى اليهود والمسلمين المقيمين في هذه المدينة.

بعدها، وجه التحيات إلى الشخصيات الحاضرة قبل أن يتوجه إلى كابيلا الثالوث الأقدس الكائنة في بازيليك “الصحة” لزيارة ومباركة هذا المكان المرمم منذ فترة وجيزة. وختاماً، ذهب بندكتس السادس عشر إلى مباني مكتبة Studium Generale Marcianum، المحور الجامعي للأبحاث التابع لبطريركية البندقية لتبريكها. 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير