بقلم جيزيل بلانتيك
روما، الاثنين 09 مايو 2011 (Zenit.org) – يوم أمس الأحد، شبه البابا مسيحيي الزمن الحاضر المحبطين بتلميذي عماوس اللذين توقفا عن الإيمان بقدرة وحضور المسيح، فيما كانا يرجوان التحرر من الشر، المعاناة أو الخوف. لكن المسيح يستطيع أن يحوّل حزنهم إلى فرح، اليوم كما في الأمس.
صباح الأحد، وجه بندكتس السادس عشر كلمة إلى المؤمنين في شمال شرق إيطاليا في إطار رحلته الرسولية الثانية والعشرين ضمن البلاد والتي حملت الشعار التالي: “أنت ثبت إيماننا”، بالإشارة إلى يسوع الذي كان يطلب من بطرس أن يثبت إخوته في الإيمان.
بعد وصوله إلى أكويليا نهار السبت، أمضى البابا الليلة في بطريركية البندقية. وتمت مرافقته صباح الأحد على متن زورق بمحرك إلى ميستري لترؤس القداس في منتزه جوليانو، بحضور حوالي 300000 مؤمن، بحسب الأرقام التي أوردتها إذاعة الفاتيكان. تجدر الإشارة إلى أن منتزه جوليانو الذي تبلغ مساحته 700 هكتاراً هو أكبر منتزه في أوروبا ويقع على مشارف ميستري، عند مدخل البندقية ويشرف على البحيرة.
أوضح البابا أن بعض التلاميذ في الزمن الحاضر، وعلى غرار تلميذي عماوس اللذين يغادران أورشليم، توقفوا عن الإيمان بـ “قدرة الرب وحضوره الحي”.
وفي عظته، شرح البابا: “إن مشكلة الشر، الألم والمعاناة، ومشكلة الظلم والاستغلال، والخوف من الآخرين، من المختلفين، من الذين يأتون من مكان آخر ويصلون إلى أراضينا ويبدو أنهم يتعدون على ما نحن عليه، تدفعان المسيحيين في هذا الزمن إلى أن يقولوا بحزن: كنا نرجو أن يحررنا الرب من الشر والألم والمعاناة والخوف والظلم”.
لكن يسوع القائم من بين الأموات يستطيع أن يفعل اليوم في قلوب المسيحيين كما فعل في قلوب تلاميذه، بتبديل حالتها “من اليأس إلى الرجاء”، من “الحزن إلى الفرح”، وبإحداث “هداية إلى الحياة الجماعية”، حسبما قال.
لذلك، يجب “الجلوس إلى المائدة مع الرب”، “لكي يعيد إلينا حضوره المتواضع في سر جسده ودمه نظرة الإيمان” ويعلمنا رؤية الرجال والعالم “بعيني الله”، حسبما أضاف.
وأوضح بندكتس السادس عشر: “إن سر الافخارستيا هو أسمى تعبير عن هبة الذات التي يقدمها يسوع، وهو دعوة دائمة إلى عيش حياتنا في المنطق الافخارستي، كهبة لله وللآخرين”.
بعد لقائهما مع يسوع، يشعر التلميذان “بالحاجة إلى العودة إلى أورشليم ليرويا التجربة الاستثنائية التي عاشاها: اللقاء مع الرب القائم من بين الأموات”.
واعتبر البابا أنه لا بد من “بذل جهود كبيرة لكي يتحول كل مسيحي، هنا في المنطقة الشمالية الشرقية وفي كافة أرجاء العالم، إلى شاهد مستعد لإعلان حدث موت وقيامة المسيح بنشاط وفرح”.
كما وجه بندكتس السادس عشر دعوة إلى كنائس المنطقة الشمالية الشرقية من أجل “تعزيز لحمة” الوحدة الروحية التي بنتها في البدء حول أكويليا، لكي تواجه بخاصة في الحاضر “ظاهرة الهجرة”.
عبر البابا عن قناعته بأن الإيمان قادر على المساعدة في تحقيق “برنامج متعلق بالتوافق والتنمية الشاملة للإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه”.
وقال بندكتس السادس عشر أنه بحضوره يريد إظهار “دعمه للجهود المبذولة من أجل تعزيز التضامن” بين أبرشيات المنطقة الشمالية الشرقية، وتشجيع “كل مبادرة ترمي إلى تخطي الانقسامات التي قد تبطل التطلعات الفعلية إلى العدالة والسلام”.