روما، الاثنين 09 مايو 2011 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء يوم أمس الأحد، عقب القداس الذي أقيم بحضور 300000 مؤمن في منتزه جوليانو، في ميستري (البندقية)، وذلك في إطار الرحلة البابوية إلى شمال شرق إيطاليا.
***
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
في ختام هذا الاحتفال الافخارستي المهيب، نوجه أنظارنا نحو مريم، ملكة السماء. ففي فجر الفصح، أصبحت والدة القائم من بين الأموات، ويتسم اتحادها معه بعمق شديد لدرجة أنه وحيثما يكون الابن حاضراً، لا يغيب حضور أمه. في هذه الأماكن البهية، عطية وعلامة جمال الله، كم من المزارات والكنائس والكابيلات مكرسة لمريم! فيها، ينعكس وجه المسيح الساطع. وإن تبعناها بطاعة، أرشدتنا العذراء إليه.
في أيام الزمن الفصحي هذه، دعونا نسمح للمسيح القائم من الأموات بأن يأسر نفوسنا. ففيه، يبدأ عالم المحبة والسلام الجديد الذي يشكل أكبر توق لكل قلب بشري. فليمنحكم الرب أنتم سكان هذه الأراضي الزاخرة بتاريخ مسيحي طويل أن تعيشوا الإنجيل على مثال الكنيسة الأولى التي فيها “كانت جماعة المؤمنين قلباً واحداً ونفساً واحدة” (أع 4، 32). فلنبتهل إلى مريم العذراء الكلية القداسة التي ساندت الشهود الأولين لابنها في حمل البشرى السارة، لكيما تعين أيضاً الجهود الرسولية التي يبذلها الكهنة؛ وتجعل شهادة الرهبان والراهبات مثمرة؛ وتحيي عمل الوالدين اليومي في نقل الإيمان الأولي لأبنائهم؛ وتنير سبيل الشباب لكي يسيروا بثقة على الدرب التي خطّها إيمان الآباء؛ وتملأ قلوب المسنين برجاء راسخ؛ وتعزي بقربها المرضى وجميع المتألمين؛ وتقوّي عمل العلمانيين الكثيرين الذين يساعدون بنشاط في الكرازة الإنجيلية الجديدة، في الرعايا، والجمعيات كجمعية العمل الكاثوليكي المترسخة والحاضرة جداً هنا، والحركات التي بتنوع هباتها وعملها تشكل سمة غنى النسيج الكنسي – هنا أفكر بحركة الفوكولاري، بشركة وتحرير، أو بدرب الموعوظين الجدد، التي ما هي إلا أمثلة قليلة. إنني أشجعكم جميعاً على العمل بروح شركة حقيقية في هذا الكرم الكبير الذي دعانا الرب إلى العمل فيه. يا مريم، والدة القائم من بين الأموات والكنيسة، صلي لأجلنا!
***
نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)
حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2011