الكاردينال توران في بنغلادش: الدين لا يبرر العنف

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم مارين سورو

روما، الخميس 12 مايو 2011 (Zenit.org) – بعد عودته من الزيارة التي أجراها إلى بنغلادش في أبريل الفائت بدعوة من مجلس أساقفة البلاد، ذكر الكاردينال جان لوي توران، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، في لوسيرفاتوري رومانو بخطورة استخدام الدين لتبرير العنف.

بعد زيارة دامت أربعة أيام في البلاد، اعتبر الكاردينال توران أن بنغلادش “مثال” تعايش بين مختلف العقائد الدينية. هذا ما قاله أيضاً قبيل مغادرته، أمام الرئيس زيلور رحمان، ذاكراً “نموذجاً فريداً من الوحدة والوئام الديني”.

وخلال لقاء مع الجماعة المسلمة، لفت الكاردينال الفرنسي إلى أنه من الخطأ استخدام “الدين لتبرير العنف” أو استغلاله “من أجل شؤون سياسية”. وكان يلمح إلى الراعي الأميركي تيري جونز الذي هدد بإحراق القرآن بمناسبة ذكرى الحادي عشر من سبتمبر.

حول هذه المسألة، ذكر الكاردينال بأن الكرسي الرسولي، ومن خلال المجلس الحبري للحوار بين الأديان، كان قد أدان “من دون لبس” مشروع “إحراق الكتب المقدسة الخاصة بإخوتنا المسلمين”.

وأضاف: “لا يمكن لأي كتاب مقدس، ومكان مقدس، وعيد جدير بالاحترام، أن يصبح عرضة للانتهاك من قبل أشخاص من ديانات أو عقائد مختلفة”. “والأمر الأكثر إهانة هو الاعتداء على الناس خلال انغماسها في الصلاة. إن أعمالاً مشابهة لا يمكن اعتبارها إلا إساءة إلى الله نفسه. ولا تمت بصلة إلى الدين”.

خلال إقامته، كانت للكاردينال كلمة خلال مؤتمر الحوار بين الأديان الذي نظمه أساقفة البلاد الكاثوليك في داكا. هذا اللقاء اعتبره “في غاية الأهمية” و”شارك فيه 500 مسؤول: شخصيات بارزة، ممثلين عن مختلف الطوائف المسيحية، وزير الشؤون الدينية في بنغلادش، وزير الثقافة وجميع أساقفة البلاد الكاثوليك”.

وتمحورت المناقشات حول الحوار بين الديانات كمصدر وئام ووحدة ورفاهية اجتماعية.

وفي مداخلته، أسف الكاردينال لأن يكون الدين “في عدة أنحاء من العالم” “متهماً بأنه مصدر وسبب التعصب والصراعات”. وأضاف: “إنها اتهامات قائمة على أحكام مسبقة. وهناك استسلام لإغراء عدم اعتبار الدين إلا مشكلة”.

“الحلان المعتمدان بسيطان: من جهة، هناك نزعة إلى اعتبار الدين واقعاً خاصاً، وبالتالي يتم إبعاده عن الدائرة العامة. ومن جهة أخرى، تفرض الدولة ديانتها ولا تترك مجالاً لمعتقدات الأقليات”.

وأوضح: “من المؤكد أن أياً من الحلين لا يقدم مقاربة صحيحة للمسألة. فجميع الراغبين في جعل الدين “غير مرئي”، يواجههم وجوده بطبيعته كواقع يخص الكائن البشري”: إذاً له بعدٌ عام، ويجب أن يكون مرئياً في المجتمع.

إن كان يحق للمؤمنين “أن يجاهروا بإيمانهم في أماكنهم المقدسة، يحق لهم أيضاً في ظل مراعاة القوانين المدنية أن يقوموا بأعمال خيرية ويشاركوا في المناقشة الوطنية حول كرامة الإنسان، ويقترحوا قيماً أساسية لبناء مجتمع أفضل ولإصلاح الوعي الوطني”، حسبما اختتم الكاردينال.

في بنغلادش، البلاد ذات الأكثرية المسلمة (89.5%) والبوذية (9.6%)، يشكل الكاثوليك، وفقاً للوسيرفاتوري رومانو، جماعة صغيرة وإنما “حية”، جماعة مؤلفة من 320000 كاثوليكي، و290 كاهناً، و95 راهباً، و1300 راهبة.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير