بقلم أنيتا بوردين
روما، الجمعة 13 مايو 2011 (Zenit.org) – يشجع بندكتس السادس عشر التعاون بين اليهود والكاثوليك في المجتمع، في خدمة المحتاجين، للدفاع عن حقوق الإنسان وفي شهادتهم للسامي.
صباح الخميس، استقبل البابا بندكتس السادس عشر في الفاتيكان وفداً من الجمعية اليهودية “بناي بريث الدولية” التي نشأت في نيويورك سنة 1843 والتي يعني اسمها “أبناء العهد”. وكان البابا قد استقبل وفداً من الجمعية عينها قبل خمس سنوات.
“أود أن أعبر عن تقديري لالتزامكم بالحوار بين الكاثوليك واليهود، وبخاصة لمشاركتكم الفعالة في لقاء اللجنة الدولية للاتصال بين الكاثوليك واليهود الذي عقد في باريس في نهاية شهر فبراير”.
ذكر البابا أن هذا اللقاء حصل في الذكرى السنوية الأربعين للحوار، ونظمته لجنة الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهودية بالاشتراك مع اللجنة اليهودية الدولية للاستشارات بين الأديان.
قال البابا: “ما حصل خلال هذه السنوات الأربعين يجب أن يُعتبر كهبة من الرب وكدافع امتنان عميق لمن يرشد خطانا بحكمة لامتناهية وأزلية”.
كما أوضح بندكتس السادس عشر أن “لقاء باريس أكد رغبة الكاثوليك واليهود في أن يواجهوا معاً تحديات جماعتينا الكبيرة في عالم سريع التبدل، ويقوموا بشكل معبر بواجباتنا الدينية المشتركة التي تقتضي مكافحة الفقر والظلم والتمييز وإنكار حقوق الإنسان العامة”.
وشدد قائلاً: “اليهود والمسيحيون يستطيعون أن يتعاونوا بطرق عدة في تحسين العالم وفقاً لمشيئة العليّ من أجل مصلحة البشرية”.
كما ذكر البابا “أعمالاً من المحبة ومن خدمة الفقراء والمحتاجين”. لكنه أشار إلى مجالات أخرى من التعاون قائلاً: “نستطيع معاً أن نحمل شهادة مشتركة لقناعتنا الراسخة بأن كل الرجال وكل النساء خلقوا على صورة الله (تكوين 1: 26، 27) وبالتالي فإنهم يتمتعون بكرامة لا يجوز انتهاكها”.
بالنسبة إلى بندكتس السادس عشر، هذه هي “القاعدة الأكثر ثباتاً لكل الجهود للدفاع عن الحقوق الخاصة بكل إنسان والتي لا يجوز التصرف بها، ولتعزيزها”.
هذا ولفت البابا إلى لقاء آخر عقد مؤخراً في القدس في نهاية شهر مارس وشمل محادثات بين حاخامية إسرائيل الكبرى ولجنة الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهود. وأشار البابا إلى أنه سلط الضوء على تعزيز فهم “دور الدين في حياة المجتمعات الحالية، لتصحيح الرؤية الأفقية والناقصة للإنسان والتعايش الاجتماعي”.
هكذا، عبر بندكتس السادس عشر عن رؤيته لالتزام المؤمنين في هذا الاتجاه: “ينبغي على حياة جميع المؤمنين وعملهم أن يقدما دوماً شهادة للسامي، ويتطلعا إلى الوقائع غير المرئية التي تسمو فوقنا، ويجسدا القناعة بأن عناية إلهية محبة ومفعمة بالرحمة ترشد نتيجة التاريخ النهائية، وإن بدت الرحلة على هذه الدرب صعبة وخطيرة أحياناً”.