بقلم روبير شعيب
بكركي، الجمعة 13 مايو 2011 (Zenit.org). – في بادرة ذات أهمية وطنية ودينية كبرى، التقى كبار رؤساء الأديان والطوائف اللبنانية نهار الخميس 12 مايو في بكركي لكي يوجهوا نداءً مشتركًا لأجل تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن “على الاسس والقواعد الميثاقية والدستورية بما يمكنها من اداء دورها في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة العربية”، بحسب ما ورد في البيان الختامي.
وقد شدد البيان الذي تلاه الامين العام للجنة الحوار المسيحي-الاسلامي محمد السماك على الوضع الخاص الذي تتميز به لحظة التغيير المصيرية في الكثير من الدول العربية والتي تبين أكثر من أي وقت مضى “أهمية الصيغة اللبنانية في احترام قيم الحريات الفردية والعامة، الدينية منها والسياسية، واهمية التزامنا نحن اللبنانيين أسس النظام الديموقراطي البرلماني الذي ارتضيناه نظاما يحفظ لنا عيشنا المشترك ويصون وحدتنا الوطنية”.
وأكد المشاركون ثوابت وطنية عديدة أولها “الوحدة الوطنية بين اللبنانيين جميعا”، وحذروا “من حال التشرذم الداخلي التي يضعف استمرارها مناعة لبنان ويطعن في صدقية رسالته، وفي قدرته على مواجهة تحديات التطورات التي تشهدها المنطقة العربية”.
ودعوا إلى توطيد ثقة المواطنين بالدولة اللبنانية ودعم مؤسساتها، الأمر الذي يتطلب من رجال السياسة أن يرتفعوا بالدولة إلى “المستوى الذي يمكن لبنان من مواجهة الصعوبات السياسية والاقتصادية التي يواجهها، ومن الاستجابة لمقتضيات العيش الوطني الذي من دونه يفقد لبنان جوهر كيانه”.
كما ودعت الفعاليات الدينية إلى “التزام ثقافة الحوار الذي يحترم وجهات النظر المختلفة مهما تباعدت، ويرمي الى تحقيق الوفاق والخير العام”. كما وذكرت بضرورة “التزام لبنان ميثاقه الوطني ووثيقة الوفاق في الطائف والمواثيق العربية والدولية في اطار جامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحدة، مما يجنبه الدخول في الخلافات والصراعات والمحاور الاقليمية والخارجية بصورة مباشرة وغير مباشرة”.
تطرق البيان أيضًا إلى ضرورة احترام المواطنين والاحزاب المؤسسات الدستورية والاعتماد على الجيش اللبناني وعلى قوى الأمن الشرعية وحدها للمحافظة على الأمن والإستقرار ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
على صعيد إقليمي شدد المشاركون على ضرورة تأكيد سيادة لبنان وحريته واستقلاله، وحق الدولة في تحرير اراضيها التي تحتلها اسرائيل وأهاب المشاركون بالأمم المتحدة وبالمجتمع الدولي “الضغط على إسرائيل لحملها على تنفيذ القرارات الدولية التي تطالبها بالإنسحاب الفوري وغير المشروط من كل الأراضي اللبنانية، واحترام سيادة لبنان على أرضه ومياهه وفضائه”.
وأخيرًا ناشد الموقعون جميع اللبنانيين، وبخاصة الشباب، “التمسك بأرضهم في الوطن، محافظين عليها من جيل الى جيل، والتشبث بقيمهم الإيمانية وبقيم وطنهم وثقافته المنفتحة على التنوع، مبتعدين عن أخطار التزمت والتطرف الديني الذي يشوه صورة الآخر ويروج للتقوقع والإنغلاق ويزعزع الثقافة الوطنية المشتركة المبنية على اعتبار العيش معا قيمة إنسانية سامية”.
هذا وشارك في القمة: البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس الياس عودة ممثلا البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك الارمن الارثوذكس ارام الاول كيشيشيان، المطران جان تيروز ممثلا البطريرك نرسيس بادروس التاسع عشر، بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس زكا الاول عيواص، المطران انطوان بيلوني ممثلا بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف يونان، المطران ميشال قصارجي، المطران بولس دحدح، الارشمندريت عمانوئيل يوحنا، الارشمندريت رويش الاورشليمي ممثلا الطائفة القبطية، القس سليم صهيوني، الشيخ أسد عاصي، المطارنة سمير مظلوم، جورج بقعوني، ماتياس نايش، كيغام ختشريان، جورج صليبا، الشيخ امين الكردي، القس رياض جرجور، القس فادي داغر، الشيخ شادي المصري، الامير حارس شهاب، الدكتور محمد السماك، الدكتور علي الحسن، القاضي عباس الحلبي، كميل منسى، ميشال عبس، الدكتور جان سلمانيان، الخوري نبيه الترس، المحامي وليد غياض.