صلاة من أجل الدعوات إلى الكهنوت والحياة المكرسة
روما، الاثنين 16 مايو 2011 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الكلمتين اللتين ألقاهما البابا قبيل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء وبعدها، نهار أحد الراعي الصالح المصادف فيه اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات إلى الكهنوت والحياة المكرسة.
***
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
تقدم لنا ليتورجيا الأحد الرابع من زمن الفصح إحدى أجمل الأيقونات التي صورت الرب يسوع منذ القرون الأولى للكنيسة: إنها أيقونة الراعي الصالح. يصف إنجيل يوحنا في فصله العاشر السمات الخاصة بالعلاقة بين المسيح الراعي وقطيعه، العلاقة الوثيقة جداً لدرجة أن لا أحد سيتمكن من أخذ الخراف من بين يديه. فهي في الواقع متحدة معه برابط محبة ومعرفة متبادلة، مما يضمن لها هبة الحياة الأبدية التي لا تقاس. في الوقت عينه، يقدم الإنجيلي موقف القطيع تجاه الراعي الصالح، المسيح، من خلال فعلين محددين: تصغي وتتبع. هذان المصطلحان يشيران إلى المميزات الأساسية للذين يعيشون كأتباع للمسيح. بداية، الإصغاء إلى كلمته التي ينشأ عنها الإيمان ويتغذى منها. فوحده الذي يصغي إلى صوت الرب قادر أن يقيّم في ضميره القرارات الصائبة ليعمل بحسب الله. عن الإصغاء ينتج اتباع المسيح: التصرف كأتباع يأتي بعد الإصغاء إلى تعاليم المعلم وقبولها داخلياً لعيشها في الحياة اليومية.
في هذا الأحد، من الطبيعي إذاً أن نذكر أمام الله رعاة الكنيسة، والذين يتلقون التنشئة لكي يصبحوا رعاة. لذا، أدعوكم إلى صلاة خاصة من أجل الأساقفة – بما فيهم أسقف روما! – والكهنة وجميع المسؤولين عن إرشاد قطيع المسيح، لكي يبقوا أمناء وحكماء خلال إنجاز خدمتهم. لنصل بخاصة من أجل الدعوات إلى الكهنوت في هذا اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات، لكي لا يغيب العمال الحقيقيون في حصاد الرب. قبل 70 سنة، أسس الموقر بيوس الثاني عشر الجمعية الحبرية للدعوات الكهنوتية. وكان يقوم حدس سلفي الموفق على القناعة بأن الدعوات تنمو وتنضج في الكنائس الخاصة، المبسّطة من خلال سياقات عائلية سليمة والمعززة بروح الإيمان والمحبة والتقوى. في رسالتي لهذا اليوم العالمي، شددت على أن الدعوة تتحقق عند التخلي عن “إرادتنا المنغلقة على ذاتها، عن فكرة تحقيق الذات، للانغماس في مشيئة أخرى، مشيئة الله، ونسير بهديها”. في زماننا أيضاً، حيث يكاد صوت الرب يختفي وسط أصوات أخرى عديدة، تدعى كل جماعة كنسية إلى تعزيز الدعوات إلى الكهنوت والحياة المكرسة والاهتمام بها. ففي الحقيقة أن البشر يحتاجون على الدوام إلى الله، حتى في عالمنا التكنولوجي، وستكون هناك حاجة دائمة إلى رعاة يعلنون كلمته ويساعدون على لقاء الرب في الأسرار.
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، بقوة الفرح الفصحي، وبالإيمان بالقائم من بين الأموات، فلنوكل مقترحاتنا ونوايانا إلى مريم العذراء، والدة كل دعوة، لكيما بشفاعتها تُظهر وتدعم دعوات مقدسة كثيرة في خدمة الكنيسة والعالم.