لابدّ للعدالة أن تتجذر في الخير العام
حاضرة الفاتيكان، 17 مايو 2011 (Zenit.org).- يحتاج عالمُ العولمة اليوم إلى تبشيرٍ جديد، وعلى الرغم من اختلاف ظروف اليوم عن خمسين سنةٍ مضت، فإنّ تعليم الكنيسة الاجتماعي لا زال فعّالاً في حلّ مشكلة عدم المساواة الاجتماعية.
طرحَ هذه الأفكار اليوم البابا بندكتس السادس عشر لدى استقباله المشاركين في المؤتمر العالمي الذي يقيمه المجلس الحبري للعدالة والسلام. ويُقام المؤتمر بمناسبة مرور الذكرى الخمسين لرسالة البابا يوحنا الثالث والعشرين “أمّ ومعلمة”.
وقال قداسة البابا إنّ كتابات سلفه لا زالت اليوم حيّز التطبيق.
وأضافَ: “يفكرُ البابا رونكالي، انطلاقًا من نظرة الكنيسة في خدمة العائلة البشرية وخاصّةً من خلال رسالتها في التبشير بالإنجيل، في عقيدةٍ اجتماعية تصبحُ – كما توقع الطوباوي يوحنا بولس الثاني – عنصرًا أساسيًا لهذه الرسالة”.
وأضاف بالقول: “بالنسبة للطوباوي يوحنا الثالث والعشرين، يحملُ تعليمُ الكنيسة الاجتماعي الحقيقة كنورٍ لها، الحبّ كقوةٍ دافعة، والعدالة كهدف (راجع العدد 209)، نظرة إلى العقيدة الاجتماعية والتي تناولتها في “المحبة في الحقيقة” كشهادةٍ للاستمرارية التي توحّد جوهر جميع الأحاديث الاجتماعية”.
وأشار قداسة البابا بأنّ قيم الحقيقة والمحبة والعدالة، إلى جانب مبدأ الاستثمار العالمي للخيرات، لا زالت أمورًا جوهريًا لإيجاد حلول للاختلال الذي نشهده في عالمٍ معولم كعالمنا.
العودة إلى نقطة الصفر
وعبّر بندكتس السادس عشر عن أسفه من عودة المشاكل ذاتها بعد مرحلة الأزمة المادية الحادّة. وقال إنّ ممارسة المضاربات الخطرة، على سبيل المثال، تؤدي فقط إلى مشاكل أخطر لأولئك الذين يعيشون في أوضاعٍ غير مستقرة.
وقال البابا: “إنّ المسألة الاجتماعية اليوم هي بلا شك مسألة عدالة اجتماعية عالمية، كما تذكرُ أيضًا وثيقةُ “أمّ ومعلمة” قبل خمسين سنة، على الرغم من إشارتها لظروفٍ أخرى”. وأضاف: “إنّها أيضًا مسألة توزيع عادل للموارد المادية وغير المادية، عولمة الجوهري، الديمقراطية الاجتماعية والتشاركية”.
وقال البابا إنّ التبشير الجديد للحقل الاجتماعي لابدّ أن يحقق العدالة على الصعيد العالمي.
هذه العدالة، قال البابا، لا يمكن تحقيقها “بالاستناد على التوافق الاجتماعي فقط، دون أن تدرك دومًا تجذرها في الخيرات الإنسانية العالمية”.