” خلال الزمن الفصحي، تهلل الليتورجيا للمسيح القائم من بين الأموات، المنتصر على الموت والخطيئة، الحي والحاضر في حياة الكنيسة وفي أحداث العالم. البشرى السارة لمحبة الله المتجلية في المسيح، الحمل المذبوح والراعي الصالح الذي يمنح الحياة لخاصته، تمتد بلا انقطاع حتى أقاصي الأرض، وفي الوقت عينه تواجه الرفض والعقبات في كل أنحاء العالم. كما في ذلك الزمان، كذلك اليوم، من الصليب الى القيامة.
يوم الثلاثاء، 24 مايو، مخصص للذكرى الليتورجية للطوباوية العذراء مريم، عون المسيحيين، والتي تكرم أشد إكرام في مزار شيشان في شنغاي: الكنيسة جمعاء تتحد في الصلاة مع الكنيسة التي في الصين. هناك، كما في أماكن أخرى، يعيش المسيح آلامه. وبينما يزداد عدد الذين يريدونه رباً لهم، فإنه مرفوض، مهمش ومضطهَد من قبل آخرين: “شاول شاول لماذا تضطهدني” (أع 9: 4). الكنيسة في الصين، وبخاصة في هذا الوقت، تحتاج لصلاة الكنيسة الجامعة. ادعو بدرجة أولى جميع الصينيين الكاثوليك ليستمروا في تكثيف الصلاة وبخاصة لمريم، العذراء القوية. كما وإنه واجب على جميع الكاثوليك في العالم أن يصلوا من أجل الكنيسة التي في الصين: يحق لهؤلاء المؤمنين بصلاتنا، وهم بحاجة لها.
نعلم من اعمال الرسل أنه عندما كان بطرس في السجن، الجميع صلى بحرارة وكانت الاستجابة أن ملاكاً حرره. ونحن أيضاً فلنقم بالمثل: فلنصلّ بحرارة – جميعنا معاً – من أجل هذه الكنيسة، وكلنا ثقة بأننا، في الصلاة، يمكننا القيام بشيء حسي لها.
الكاثوليك الصينيون، كما قلت مرات عديدة، يريدون الوحدة مع الكنيسة الجامعة، مع الراعي الأسمى، مع خليفة بطرس. بالصلاة يمكننا أن ننال للكنيسة في الصين أن تبقى واحدة، مقدسة وكاثوليكية، أمينة وثابتة في العقيدة وفي التقليد الكنسي. إنها تستحق كل محبتنا.
نعلم ان بين إخوتنا الاساقفة، هناك من يتألمون ويعانون من الضغوطات في خدمتهم الأسقفية. لهم، للكهنة ولجميع الكاثوليك الذين يواجهون الصعوبات في حرية إعلان إيمانهم، أعرب عن قربنا. بصلاتنا يمكننا مساعدتهم ليجدوا السبيل ليحافظوا على الإيمان حياً والرجاء قوياً والمحبة مضطرمة تجاه الجميع، وكاملة التعاليم الكنسية التي ورثناها عن الرب والرسل، وقد انتقلت إلينا بأمانة. بالصلاة يمكننا ان نساعد على أن تتغلب رغبتهم في السير في الكنيسة الجامعة، على تجارب السير باستقلالية عن بطرس. الصلاة قادرة على أن تنال، لنا ولهم، الفرح والقوة لكيما وبشفافية ووضوح وبدون عواقب، نعلن يسوع المسيح المصلوب والقائم، الإنسان الجديد، المنتصر على الخطيئة والموت.
معكم جميعاً أطلب من مريم أن تتوسط لكيما يتشبه كل واحد منهم بالمسيح واهباً ذاته بسخاء دائم التجدد للإخوة. أطلب من مريم أن تنير الذين في الشك، وأن تعيد الضالين، وتعزي المحزونين، وتقوي الذين تركوا أنفسهم يُجرّبون بأوهام الانتهازية.
أيتها العذراء مريم، عون المسيحيين، سيدة شيشان، صلي لأجلنا!