الجزء الثالث والعشرون:كيف نعترف
روما، الجمعة 20 مايو 2011 (ZENIT.org).-. – يُمثّل الكاهن في كرسي الاعتراف الله الحاضر في كنيسته لابسا البطرشيل الذي يرمز إلى المسيح وإلى النفوس التي عهدها الله إليه، كما يرمز إلى النعمة التي يسكبها الله على كهنته. من المهم جدا ألا يقف الكاهن أثناء الاعتراف أمام المعترف وجها لوجه ولا أن يجلس في غرفة مظلمة بل يقف إلى جانبه أمام أيقونة السيد المسيح.
بعد أن يفحص التائب ضميره أي أن يفتش بدقة على الخطايا التي ارتكبها منذ آخر اعتراف يذهب إلى الكاهن ويجثو راكعا ويحني رأسه ويرسم إشارة الصليب على وجهه قائلا: “باركني يا أبت لأني خاطئ” فيباركه الكاهن قائلا: “تبارك إلهنا كل حين، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين. آمين”. ثم يبدأ المعترف بسرد خطاياه بقلب منسحق، وعندما ينتهي يبدأ الكاهن بنصحه وإرشاده. ثم يطلب منه أن يتلو بما نسميه “القانون” وهو عبارة عن أعمال تليق بالتوبة مثل الصوم أو الصلاة أو خدمة في الكنيسة أو قراءة من الكتاب المقدس..
بعد ذلك يضع الكاهن طرف البطرشيل على رأس المعترف ويباركه ويتلو صلاة الحلّة: “ربنا وإلهنا يسوعُ المسيح، الذي أعطى هذه الوصية لرسله وتلاميذه الإلهيين القديسين، وهي أن يحلّوا ويربطوا خطايا البشر، هو من العلى يغفر لك خطاياك وذنوبك. وأنا عبده غير المستحق، إذ اتخذت عنهم السلطان لأصنع الأمر نفسه، أحلّك من كل حرم بمقدار ما أقدر وأستطيع، وبحسب ما أنت محتاج إليه. ثم أحلّك من كل خطاياك التي اعترفت بها أمام الله وحقارتي، باسم الآب والابن والروح القدس. آمين”.
يشدد آباء الكنيسة على أن الاعتراف يجب أن نمارسه بانتظام وتواتر، وفيه، مثل المناولة المقدسة نكتشف طريقنا إلى القداسة والتقدم الروحي ومن خلاله تكبر محبتنا لله ولكنيسته ونفهم بشكل عميق أن الله هو محب للبشر كثير المراحم.