سكرتير غبطة بطريرك الأقباط الكاثوليك
روما، الأربعاء 25 مايو 2011 (ZENIT.org).- “. – في المرة السابقة بدأنا في ذكر شهادة القديس أثناسيوس الرسولي عن الأفخارستيا ( 318 – 373) والتي نكملها في هذا المقال.
يصف القديس اثناسيوس في العديد من كتاباته الكثير من اجزاء الافخارستيا وسنلخصها فيما يلي:
يجب على الكاهن ان ينتظر حضور كل الشعب في الكنيسة (مما يحتّم عليه معرفة شعبه شخصياً) وبعد ذلك تبدأ الخدمة برتبة البخور، إذ على الكاهن ان يبخر المذبح ويبخر نفسه ايضا بالبخور. ويسبق القداس، تسبحة البخور، عشية او باكر، لان القداس كان يُقام بعد سهر.
وهنا نرى تقدم الليتورجيا، فهذه التسبحات لم تكن من قبل ولكنها ظهرت كي تُعدّ الحاضرين للقداس بإنتظار حضور كل الشعب.
وبعد ذلك تُعلن القراءات، بحيث كان الطقس القبطي يقرأ العهد الجديد كله على مدار السنة في القداس. وكانت القراءات متساوية تماما في قداس السبت والاحد، وكانت كلها من العهد الجديد فقط، اما في باقي ايام الاسبوع فكان يُحتفل باحتفال الكلمة من دون القداس، حيث كان يُقرأ العهد القديم ايضا.
علامة السهر طوال الليل للاحتفال بالافخارستيا كانت اساسية إذ يقول القديس يوحنا الذهبي الفم (377 – 407): “تعالوا وانظروا الى الفقراء وهم ساهرون من منتصف الليل حتى الفجر، اذهبوا وانظروا السهارى كيف يضمّون الليل الى النهار، انظروا شعب المسيح كيف لا ينام الليل” ((Hom. 4, 1, PG LVI, 120
القديس اثناسيوس يركز على اهمية قراءة القراءات وكيفيتها، فيقول ان على الذين يقرأون ان يعرفوا ما يقولونه. وكان حتى نهاية القرن الرابع، يُقرأ الانجيل بينما الاسقف جالس، اما منذ بداية القرن الخامس فكان الاسقف يقف لسماع الانجيل. واثناء القراءات كان يرفع البخور. (كل هذه الطقوس بدأت تتنظم وتكتمل مع بداية القرن الرابع، مع تكاثر عدد المؤمنيين، وبدء الاحتفال بالكنائس).
ويأتي بعد ذلك دور العظة التي كان يلقيها الاسقف وهو جالس، ومن بعدها يقف الاسقف والشعب لتكملة الصلاة.
بعد ذلك يتم النداء لخروج الموعوظين.
وهنا تبدأ صلاة طلب الغفران. وتقام الاوشيات أي الصلوات على نيات مختلفة، اولا من اجل الكنيسة، ثم من اجل الملك، والمحتفلين بالقداس، والمرضى والمحتاجين، واخيرا من اجل القرابين المقدمة.
بعد الصلوات تُعطى علامة قبلة السلام ثم تبدأ التقدمات على المذبح.
وهنا يأتي دور غسل الايدي.
وتبدأ صلوات الافخارستيا (الانافورة) والتسبحة الشاروبيمية (القدوس)، ومن بعد ذلك التقديس واستدعاء الروح القدس.
بعد ذلك يبدأ تقسيم القرابين والتوزيع وكان يُقدم الخبز ومعه الخمر الذي كان في يد المترأس وحده. أي انه كان من الممكن توزيع القرابين على يد شماس او كاهن، لكن الخمر يقدمه فقط الكاهن.
اثناء التناول ترتل التراتيل وبعدها يأتي وقت الانصراف.
نلاحظ مما سبق تطور القداس ودخول العديد من الرتب الاضافية التي لم تكن من قبل، ولكن بالرغم من هذا تمت المحافظة على النقاط الاساسية ومركزيتها، كالقراءات والعظة والصلوات والتقديس واستدعاء الروح القدس والمناولة التي كانت توزع على الحاضرين، تحت الشكلين كلٌ على حدة.
أيام مباركة.