روما، الخميس 26 مايو 2011 (ZENIT.org).- . – يعلّمُ مار بولس والنبي محمد الكثير لكلّ من يهتمّ بالحوار الاسلامي المسيحي لأنّهما جرّبا خبرة الاهتداء.
هذا ما أكّده بول هيك، أستاذ اللاهوت في جامعة جورج تاون، في لقاء في روما نظمه المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية.
وقال هيك، إنّ اهتداءي بولس ومحمد، وإن كانا ذا طبيعةٍ مختلفة، فإنّهما يمثّلان نماذج مهمّة. وبحسب رأيه، الخبرة التي تركاها تركّزُ على أنّ مبادرةَ الاهتداء تأتي من طيبة الله. هذا الجانبُ يؤدي إلى قبول سيادة الله التي تتجاوزُ الحدود وتدفعُ لرؤية ما هو خارج الجماعتين.
وشرح هيك أنّ لا بولس ولا محمد بحثا عن الاهتداء، بل توجّها قبل كلّ شيء إلى الله. وأكّد الأستاذ بأنّ الاهتداء لا يتضمنُ بصورةٍ خاصّة تركَ جماعةٍ للإنضمام إلى أخرى، أو اكتساب مهتدين جدد أو أن يصبحَ المرءُ غنيمةً لجماعةٍ ما، ولا يتعلّق الأمرُ حتّى بالأمانة نحو جماعةٍ معيّنة.
الاهتداءُ متعلّقٌ بالأحرى بقبول سيادة الله، وهو جانبٌ يمكنُ أن يوحّد المسلمين والمسيحيين.
وأضاف: أعتقدُ أحيانًا أنّ على المهتدين أن يكونوا حذرين، لأنّ الجماعة قد تقول: “لدينا فريسة، نحنُ الفريق الفائز، انظر فلدينا مهتد جديد، نحنُ ننتصر”، وغالبًا ما يُجذب المهتدي إلى كلّ ذلك. ولذلك عليه التركيز على خبرته، وعلى أن اهتداءه كان متعلقًا بالله أكثر من تعلقّه بهذه الفكرة”.
وذكر البروفيسور هيك مثالاً لشخصين اهتديا مؤخرًا: مسلمٌ أصبح مسيحيًا، ومسيحيٌ أمريكي أصبحَ مسلمًا. الاثنان نظرا إلى ما أبعد من هويّتهما الدينية الجديدة، ووجّها أنظارهما قبل كلّ شيء إلى الله.
وقال: على هذا الأساس، بين المسيحيين والمسلمين في العمق شيءٌ مشترك بإمكانهم أن يتعلّمونه، أي “سيادة الله” … فهي أساسٌ للحوار أفضلَ من النقاشات حول الحرية الدينية.